استمع إلى الملخص
- **تفاصيل عملية الإنقاذ:** بدأت عمليات البحث بعد نداء استغاثة، وشارك فيها نشطاء مدنيون والهلال الأحمر وقوات الحرس. وُجد المهاجرون في حالة إجهاد وصحة صعبة، خاصة النساء الحوامل والأطفال.
- **ظاهرة الهجرة السرية عبر تونس:** المناطق الحدودية جنوبي تونس هي الممر الرئيسي للمهاجرين الأفارقة، حيث تصل كلفة الرحلة إلى 5 آلاف دولار. يعبر يومياً ما بين 40 و150 مهاجراً الحدود بين تونس وليبيا والجزائر.
أعلن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مساء الجمعة، النجاح في إنقاذ 28 مهاجراً سريّاً كانوا على وشك الهلاك في منطقة حدودية بين تونس والجزائر بمحافظة قفصة جنوب غربي البلاد من دون أكل أو شرب وذلك بعد 4 أيام من البحث المتواصل في منطقة سيدي بوبكر الجبلية. وضمت مجموعة المهاجرين التي جرى العثور عليها 7 نساء وطفلين.
وقال المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر إن عمليات البحث انطلقت على إثر تلقي نداء استغاثة من المهاجرين بمواجهتهم خطر الموت بعد أن تاهوا في منطقة جبلية بمحافظة قفصة، حيث جرى تشكيل فريق بحث من نشطاء مدنيين من المنتدى والهلال الأحمر التونسي إلى جانب قوات من الحرس.
وأكد بن عمر في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المهاجرين أرسلوا نداءات الاستغاثة عبر أحد الهواتف الجوالة الذي حدد مكان وجودهم، قبل أن ينقطع بهم الاتصال بالكامل لأكثر من 72 ساعة. مشيراً إلى أن فرق البحث المدنية وقوات الحرس قاموا بعملية تمشيط كاملة للمنطقة التي جرى تحديدها عبر نداء الاستغاثة، موضحاً أن عملية البحث كانت شاقة نظراً إلى صعوبة التضاريس في المنطقة.
وحول حيثيات العثور على مجموعة المهاجرين، قال بن عمر إن مجموعة البحث تلقت إشعاراً ثانياً من أحد المهاجرين الناجين، أمس الجمعة، بعد أن تمكن من شحن هاتفه الجوال بمساعدة أحد السكان المحليين، الأمر الذي سهل عملية الوصول إليهم لاحقاً، موضحاً أنهم وُجدوا في حالة إجهاد تام ووضع صحي صعب خاصة النساء الحوامل والأطفال.
وتابع: "بحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من المهاجرين الناجين فقد تم نقل مجموعة تتكون من 42 مهاجراً من محافظة صفاقس نحو الحدود الجزائرية، غير أنهم حوصروا وتاهوا في المنطقة الجبلية المتشعبة، قبل أن يتم العثور على مجموعة منهم تتكون من 28 مهاجراً فيما لا يزال البحث جارياً عن الباقين".
وبحسب الروايات التي أدلى بها المهاجرون الناجون أيضاً فقد اضطروا إلى شرب المياه من البرك الراكدة عقب تهاطل الأمطار في المنطقة حتى يظلوا على قيد الحياة، وقال بن عمر "وجد المهاجرون في وضع صحي خطير وجرى نقلهم في مرحلة أولى من قبل قوات الحرس التونسي نحو منطقة كاف دربي ثم إلى مبيت خاص تابع لمنظمة الهجرة الدولية بمحافظة تطاوين جنوب البلاد"، مضيفاً في سياق متصل أن 7 من بين المهاجرين الناجين يحملون بطاقات طالبي لجوء بينما فقد الباقون بطاقات هوياتهم ووثائقهم أثناء الرحلة.
وأوضح بن عمر أن أغلب الناجين يحملون الجنسية السيراليونية، كما أن 3 نساء من بين السبعة الناجيات حوامل وإحداهن على وشك الوضع، وحول مصير باقي المهاجرين المفقودين أكد أن عمليات البحث وتمشيط المنطقة الجبلية لا تزال متواصلة بهدف العثورعلى ناجين آخرين.
وكشفت نتائج دراسة بحثية تناولت ظاهرة الهجرة السرية الأفريقية عبر تونس أن المناطق الحدودية جنوبي البلاد هي الممر الرئيسي للمهاجرين الذين تصل كلفة رحلتهم قادمين من بلدانهم نحو تونس إلى نحو 5 آلاف دولار يدفعونها لمهربي البشر، وأبرزت الدراسة التي أصدرها الباحث في علم الاجتماع محمد نجيب بوطالب تحت عنوان "الهجرة إلى أوروبا من دول أفريقيا جنوب الصحراء: تحقيقات العبور من تونس" أن ما بين 40 و100 مهاجر يعبرون يومياً الحدود البرية بين تونس وليبيا بينما يعبر من المسالك الحدودية الرابطة بين تونس الجزائر جنوب غربي البلاد ما بين 50 و150 مهاجراً.