تستعيد تونس، بداية من يوم غد السبت، حركتها الليلية بعد إعلان السلطات قرار الرفع التام لمنع تجول الأشخاص والعربات بكامل البلاد، مع تسجيل تحسن في الوضع الوبائي في البلاد وتقدم حملات التطعيم ضد كورونا.
وقال بلاغ أصدرته الرئاسة التونسية، اليوم الجمعة، إن الرئيس قيس سعيّد، بعد الاطلاع على رأي وزارة الصحة وقاعة عمليات إدارة جائحة كوفيد-19، قرر إلغاء منع تجول الأشخاص والعربات بكامل تراب الجمهورية، بداية من السبت 25 سبتمبر/أيلول 2021، مع ضرورة الالتزام بتطبيق تدابير مواصلة كبح كورونا.
وبالتوازي مع السماح بعودة النشاطات الليلية واستئناف حركة الأشخاص والعربات على مدار الـ24 ساعة، قالت الرئاسة إنه سيتم السماح للأشخاص الذين استكملوا عملية التلقيح ضد كوفيد-19 بالحضور أو المشاركة في التظاهرات والأنشطة والتجمعات العامة والخاصة بالفضاءات المفتوحة والمغلقة، شرط توافر ما يفيد تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح.
في المقابل، جرى تحديد الطاقة الاستيعابية بـ50% بالنسبة للفضاءات المغلقة والمفتوحة مع ضرورة الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي مترا واحدا على الأقل، وإجبارية ارتداء الكمامة بالفضاءات العامة ووسائل النقل بالنسبة لكلّ الأشخاص الذين تجاوزوا سن السادسة، مع فرض إجبارية التلقيح للوافدين على البلاد للمشاركة في التظاهرات والأنشطة والتجمعات.
وتمثل استعادة النشاطات الليلية حياة جديدة لعدد كبير من القطاعات الخدماتية التي عانت طويلا من الغلق وفرض حظر التجول الليلي الذي تسبب في فقدان آلاف المواطنين لأشغالهم وتضرر الأسر التي تعيش من النشاطات التي تستمر لساعات متأخرة من الليل.
وقال سليم الجربي، وهو متعهد حفلات، إنّ قرار الرفع التام لحظر التجول الليلي تأخر بعض الشيء، خاصة أنه تزامن مع بداية الخريف الذي تتراجع فيها الحفلات الخاصة والعامة، مؤكدا أن القيود التي تم فرضها لأسباب صحية أضرت بكافة العاملين في القطاع.
وأفاد المتحدث، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ تحسن الوضع الوبائي في البلاد واستعادة النشاط الليلي يبعثان على الأمل من جديد بتدارك خسائر راكمها متعهدو الحفلات خلال موسمين متتالين.
وتسجّل تونس تحسّنا في الوضع الوبائي بنزول المعدل العام للعدوى إلى حدود 10 بالمائة من مجموع التحاليل التي تجرى يوميا، وذلك تزامنا مع تقدم حملة اللقاح الوطنية وحملات التطعيم المكثف الأسبوعية.
فيما تتواصل مخاوف الكوادر الطبية من تصاعد أرقام المتخلفين عن اللقاحات، ولا سيما منهم من تجاوزوا سن الـ40 عاما، والتي تصل إلى حدود الـ70 بالمائة في عدد من محافظات البلاد، محذرين من انتكاسة صحية مع تفشي الفيروسات الموسمية التي تتشابه أعراضها مع أعراض كورونا.
وتجاوز عدد الملقحين بشكل كامل في تونس 3.3 ملايين شخص، فيما بلغ عدد الحاصلين على الجرعة الثانية 4.2 ملايين من مجموع 8 ملايين تتطلع السلطات الصحية لتطعيمهم لصدّ خطر الفيروس.