شهدت تونس حادثتين مدرسيتين منفصلتين ذهب ضحيتهما تلميذان، ما أثار موجة من الغضب والاحتقان لدى الأهالي، مطالبين السلطات بالقيام بواجبها لتجنب مثل هذه الحوادث الناتجة من التقصير والإهمال.
ووقعت الحادثة الأولى في منطقة فريانة بالقصرين، الاثنين، إذ توفيت تلميذة بعد أن صدمتها حافلة نقل مدرسي، أما الحادثة الثانية فكانت بمحافظة تطاوين جنوب البلاد، إذ فارق أول أمس تلميذ الحياة أثناء حصة الرياضة نتيجة سقوط عمود المرمى الخشبي فوق رأسه خلال التمرين.
وتعيش منطقة فريانة من ولاية القصرين احتقاناً وغضباً بعد وفاة التلميذة، إذ نفذ أهالي جهة العرق مسقط رأس الضحية، وقفة احتجاجية أمس، أحرقوا خلالها عددا من الإطارات المطاطية، مطالبين السلطات بضرورة تهيئة الطريق، حيث إن أشغالا بالمدرسة أجبرت التلاميذ على التنقل للدراسة في معهد آخر.
وأوضح قريب الضحية، توفيق جابلي لـ"العربي الجديد" أن الضحية تبلغ من العمر 6 سنوات وهي أصغر أشقائها الأربعة، وتدرس في مدرسة الهادي العجلاني، ولكن الأشغال أجبرت التلاميذ على التنقل حوالي 2 كلم للدراسة في قاعات أخرى بمعهد ثانوي، مؤكدا أن الأولياء المحتجين يطالبون بعودة أبنائهم للدراسة في مدرستهم نظرا للمخاطر التي تهدّدهم.
وأضاف المتحدث، أن التلاميذ مجبرون على عبور واد بالجهة والتنقل للدراسة، كما أن الطريق فلاحية وغير مهيأة، مؤكدا أن جلسة جمعت أمس ممثلين عن الأولياء وبعض سكان الجهة بكاتب عام المحافظة، مبينا أنه اقترح وضع قاعات جاهزة داخل المدرسة الابتدائية كحل مؤقت على الأقل للسنوات الثلاث الأولى نظرا لصغر سنهم، إلا أن هذا المقترح قوبل بالرفض، غير أنهم تلقوا وعودا بالتسريع في إنهاء أشغال المدرسة على أن يكون ذلك خلال شهر مايو/أيار القادم.
وبين أن الحادثة أعادت طرح عدة إشكاليات تتربص بالتلاميذ، نظرا للصعوبات الكبيرة التي يعيشونها، مبينا أن هناك بعض المقترحات كتخصيص حافلة تنقل التلاميذ ولكن هذا لا يبدو واقعيا نظرا للعدد المرتفع نحو 500 تلميذ في المدرسة.
وشدد المتحدث على ضرورة تهيئة الطريق التي شهدت حادثة وفاة التلميذة، وحسن الإحاطة بعائلتها التي تمر بظروف اجتماعية قاسية جدا.
وفي سياق متصل، تعرض تلميذ بمدرسة إعدادية بمدينة تطاوين، الاثنين، لحادث مدرسي أدى إلى وفاته.
وقال المندوب الجهوي للتربية، عادل الخالدي، إن الحادث تمثل في سقوط خشبة المرمى، خلال حصة الرياضة على التلميذ، وتم نقله الى المستشفى الجهوي بتطاوين ولكنه فارق الحياة بعد فترة زمنية وجيزة، مضيفا في تصريح إعلامي أن سقوط المرمى كان بسبب الرياح القوية التي عرفتها الجهة.
وأكد الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتطاوين، نضال لبيض، أن النيابة العمومية تعهدت بالبحث في واقعة سقوط مرمى على طفل أثناء ممارسة حصة الرياضة بالمدرسة الإعدادية بحي المهرجان، مما أدى إلى وفاته، مضيفاً في تصريح إذاعي أن الأبحاث جارية لتحديد المسؤوليات.