أسفر اعتداء عنصري على مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء في محافظة صفاقس، عاصمة جنوب تونس، عن مقتل واحد منهم بالإضافة إلى تعرّض آخرين إلى إصابات جسدية. وتأتي هذه الحادثة في سياق اعتداءات تستهدف المهاجرين في البلاد في الآونة الأخيرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في صفاقس فوزي المصمودي إنّ "جريمة قتل" وقعت في الليلة الفاصلة ما بين 21 مايو/ أيار الجاري و22 منه، بعد هجوم نفّذه بعض الأشخاص على "أفارقة يقطنون في منزل" بالمنطقة. أضاف في تصريح لإذاعة الديوان الخاصة أنّ تحقيقاً فُتح في هذا الإطار.
وبيّن المصمودي أنّ عدداً من الشبان قيد التوقيف وقد "صدرت بطاقة إيداع بالسجن ضدّ ثلاثة منهم"، مشيراً إلى أنّ شاباً آخر ما زال في حالة فرار وأنّ "الأبحاث ما زالت جارية لمعرفة أسباب هذا الهجوم".
من جهته، قال القيادي في التيار الديمقراطي والناشط في قضايا الهجرة مجدي الكرباعي لـ"العربي الجديد" إنّ "المهاجر الذي قُتل في مدينة صفاقس هو من إحدى دول أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بعد تعرّضه لعنف شديد في خلال هجوم عنصري نفّذته مجموعة من الشبان التونسيين".
وأوضح الكرباعي أنّ "المهاجرين كانوا في منزلهم عندما تمّ الاعتداء عليهم بالضرب وسُرقت أمتعتهم"، مؤكداً أنّ "ما لا يقلّ عن خمسة مهاجرين ممّن كانوا موجودين في المكان، تعرّضوا إلى عنف جسدي. وقد فتحت النيابة العمومية في صفاقس تحقيقاً لملاحقة الجناة".
ولفت الكرباعي إلى أنّ "وتيرة الاعتداءات على مهاجري جنوب الصحراء ارتفعت في الأشهر الأخيرة، خصوصاً بعد خطاب (الرئيس التونسي) قيس سعيّد العنصري تجاه المهاجرين"، مضيفاً أنّه "من المؤسف أن تتبنّى الدولة مثل ذلك الخطاب الذي يؤدّي إلى استهداف مثل هذه الفئات الهشّة والضعيفة".
وتابع الكرباعي أنّه "نظراً إلى أوضاع مهاجري جنوب الصحراء غير القانونية، فإنّهم لا يلجأون إلى مراكز الأمن للتبليغ عن الاعتداءات التي يتعرّضون لها خوفاً من الترحيل، فيستغلّ الجناة ذلك".
تجدر الإشارة إلى أنّ تصريحات سعيّد في فبراير/ شباط الماضي ضدّ المهاجرين الوافدين من منطقة أفريقيا جنوب الصحراء أثارت جدالاً واسعاً، على الصعيد المحلي وكذلك دولياً. وهو قال حينها إنّ هؤلاء المهاجرين جزء من مؤامرة تستهدف تغيير التركيبة الديموغرافية لبلاده الواقعة في شمال أفريقيا والتي تهيمن عليها بالأساس ثقافة عربية إسلامية.