ثار بركان لا سوفرير في جزيرة سانت فينسنت بشرق الكاريبي، الجمعة، بعد خموله لعشرات السنين، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الرماد والدخان في السماء وإجلاء آلاف السكان من القرى المجاورة.
وبدأ البركان، الخامد منذ عام 1979، بإظهار مؤشرات النشاط في ديسمبر/ كانون الأول عندما أطلق البخار والدخان، وقد زاد ذلك هذا الأسبوع، ما دفع رالف غونسالفيس، رئيس وزراء سانت فينسنت وجرينادين، إلى الأمر بإخلاء المنطقة المحيطة في وقت متأخر أمس الخميس.
وثار البركان في وقت مبكر أمس الجمعة، وقال شاهد من رويترز إن الرماد والدخان أغرقا المنطقة المجاورة في ظلام دامس تقريباً، وقال الشاهد إنه سمع انفجاراً في قرية روز هول القريبة.
وقالت إروسكيلا جوزيف، مديرة مركز أبحاث الزلازل في جامعة ويست إنديز لرويترز، إن الانفجارات الصغيرة استمرت طوال اليوم، مضيفة أن هذا النوع من النشاط قد يستمر لأسابيع إن لم يكن لشهور. بينما قال ريتشارد روبرتسون، وهو عالم جيولوجي في مركز أبحاث الزلازل بجامعة الهند الغربية، خلال مؤتمر صحافي: "الانفجار الأول ليس بالضرورة الانفجار الأكبر الذي سيحدثه هذا البركان".
وقدمت الدول من أنتيغوا إلى غويانا المساعدة، إمّا من طريق شحن إمدادات الطوارئ إلى سانت فنسنت، أو الموافقة على فتح حدودها مؤقتاً لما يقرب من 16 ألف مواطن، جرى إجلاؤهم والفارين من المجتمعات التي غطاها الرماد البركاني مع أكبر عدد ممكن من المتعلقات الشخصية التي يمكنهم وضعها في الحقائب وحقائب الظهر.
طلب رئيس الوزراء، رالف غونسالفيس، من المواطنين التزام الهدوء والصبر ومواصلة حماية أنفسهم من فيروس كورونا حيث احتفل بعدم الإبلاغ عن أي وفيات أو إصابات بعد ثوران البركان في الطرف الشمالي لسانت فنسنت، وهي جزء من سلسلة جزر تضم جزر غرينادين وموطن لأكثر من مائة ألف شخص.
قال في مقابلة مع إذاعة إن بي سي المحلية: "ستتأثر الزراعة بشدة، وقد نخسر بعض الحيوانات، وسيتعين علينا إجراء إصلاحات للمنازل، لكن إذا كانت لدينا حياة، ولدينا القوة، فسنبنيها بشكل أفضل وأقوى معاً".
ولم تشهد سانت فينسنت وجرينادين، التي يبلغ عدد سكانها ما يربو قليلاً على 100 ألف نسمة، نشاطاً بركانياً منذ عام 1979، عندما سبّب ثوران بركاني خسائر تقدَّر بنحو 100 مليون دولار.
وأدى ثوران بركان لا سوفرير في عام 1902 إلى مقتل ما يزيد على 1000 شخص.
(رويترز، أسوشيتد برس)