جدري "إم بوكس" ليس وباء جديداً مثل كورونا

20 اغسطس 2024
مرضى بجدري "إم بوكس" يعالجون في الكونغو، 17 أغسطس 2024 (غويرشوم نبيدو/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوجه، أن جدري "إم بوكس" ليس وباءً جديداً مثل كورونا، ويتطلب التصدي له تعاوناً دولياً.
- أعلنت منظمة الصحة العالمية جدري "إم بوكس" حالة طوارئ صحية عالمية بعد انتشاره في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول مجاورة، وأصدرت توصيات بإعداد خطط مكافحة وطنية.
- يُعَدّ جدري "إم بوكس" مرضاً معدياً ينتقل من الحيوانات المصابة والاتصال الجسدي الوثيق، وأكد الخبراء أن التلقيح هو الأساس في التصدي للفيروس.

أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغه أنّ تفشّي جدري "إم بوكس" الحالي ليس وباء جديداً مثل كورونا، إذ إنّ السلطات تعرف كيفية السيطرة عليه، بغضّ النظر إذا كان مرتبطاً بالفرع الحيوي "كلاد 1" وتحديداً متحوّره "كلاد 1 بي" كما هي الحال اليوم في وسط وشرق أفريقيا، أو بالفرع الحيوي "كلاد 2" الذي كان وراء تفشّي 2022-2023 في خارج القارة الأفريقية والذي طاول أكثر من 100 دولة معظمها في أوروبا. يُذكر أنّ في بداية تفشّي عام 2022، كان جدري "إم بوكس" ما زال يُعرَف باسم "جدري القرود".

وشدّد كلوغه، في إفادة صحافية عبر الفيديو اليوم الثلاثاء، على أنّ "في إمكاننا، لا بل يجب علينا، أن نتصدى لمرض جدري إم بوكس معاً". وسأل: "هل سنختار إذاً أن نشغل الأنظمة للسيطرة على جدري إم بوكس والقضاء عليه على مستوى العالم؟ أم سندخل في دورة أخرى من الذعر والإهمال؟ إنّ كيفية تصدّينا الآن وفي السنوات المقبلة سوف تكون اختباراً حاسماً لأوروبا والعالم".

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن نعرف الكثير بالفعل عن الفرع الحيوي 2، ويتعيّن علينا معرفة المزيد عن الفرع الحيوي 1"، مؤكداً "نحن نعرف كيف يمكننا مكافحة جدري إم بوكس". أضاف أنّ التركيز على متحوّر الفرع الحيوي "كلاد 1 بي" يمنح أوروبا فرصة لإعادة التركيز على الفرع الحيوي "كلاد 2" الأقلّ خطورة، الأمر الذي يتضمّن تقديم المشورة والمراقبة بصورة أفضل في مجال الصحة العامة. أضاف أنّ نحو 100 إصابة جديدة مرتبطة بـ"كلاد 2" تُسجّل شهرياً تقريباً في الوقت الراهن في أوروبا.

وفي 14 أغسطس/ آب الجاري، أعلنت منظمة الصحة العالمية جدري "إم بوكس" حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً، بعد انتشاره على نطاق واسع في أفريقيا، انطلاقاً من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول أخرى في القارة. وهذه المرّة الثانية التي تُعلَن حالة طوارئ مشابهة مرتبطة بجدري "إم بوكس"، علماً أنّ الأولى كانت في يوليو/ تموز 2022. وبعد رفعها في مايو/ أيار 2023، أوصت منظمة الصحة العالمية كلّ الدول بإعداد خطط مكافحة وطنية لهذا الفيروس أو الحفاظ على قدرات المراقبة، ومن بين الدول المعنية دول أوروبا التي واجهت الأزمة.

وأمس الاثنين، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنّها أصدرت توصيات جديدة تستهدف الدول التي تشهد تفشياً لجدري "إم بوكس" أخيراً، من بينها جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جانب بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، فيما لفتت إلى أنّ التوصيات السابقة التي كانت قد وجّهتها في عام 2023 إلى جميع الدول بإعداد خطط مكافحة وطنية أو الحفاظ على قدرات المراقبة "ما زالت سارية".

تجدر الإشارة إلى أنّ لم يمضِ يوم واحد من إعلان منظمة الصحة العالمية تفشّي جدري "إم بوكس" الأخير حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً، حتى حذّرت من تسجيل إصابات إضافية مستوردة من جدري "إم بوكس" في أوروبا، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان السويد رصدها إصابة أولى في خارج أفريقيا. وقد أفاد المكتب الإقليمي للمنظمة في أوروبا بأنّ "تأكيد رصد حالة جدري إم بوكس في السويد هو انعكاس واضح لترابط عالمنا"، مضيفاً أنّ "من المرجّح رصد حالات مستوردة إضافية" مرتبطة بمتحوّر الفرع الحيوي "كلاد 1 بي" في منطقة أوروبا في الأيام والأسابيع المقبلة.

في الإطار نفسه، أفاد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف طارق ياساريفيتش بأنّهم يعلمون أنّ الفرع الحيوي 1 أشدّ خطورة من الفرع الحيوي 2. أضاف أنّ الفرع الحيوي "كلاد 1 بي" الذي ينتشر بسرعة رُصد أخيراً، "لكنّنا لسنا متأكدين بعد من خطورته". وتابع ياساريفيتش: "لا نوصي بعمليات التحصين الجماعية. نوصي باستخدام اللقاحات في حال تفشّي المرض لدى المجموعات الأكثر عرضة للخطر".

من جهته، رأى كلوغه أنّ الخطر على البشر "ضعيف"، حتى لو لم تكن أنماط انتقال العدوى "واضحة تماماً بعد". وتابع: "هل سنضطر إلى عزل أنفسنا كما كانت الحال في أوروبا مع جائحة كورونا؟ الجواب هو كلا".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون