هزّت لبنان جريمة قتل مروّعة وقعت ضحيّتها أمّ وبناتها الثلاث في بلدة أنصار، جنوبي البلاد، اللواتي كنّ قد اختفينَ في مطلع شهر مارس/ آذار الجاري من دون أن يُعرفَ لهنّ أثرٌ، قبل أن تنكشف الفاجعة، على الرغم من ضبابية الوقائع حتى الساعة في انتظار انتهاء التحقيقات.
الصورة أدناه هي لـ "الأم باسمة عباس وبناتها منال وتالا وريما صفاوي" واللواتي وجدن جثثاً مدفونةً في أحد البساتين الواقعة عند أطراف بلدة #أنصار في #لبنان… ما عم اقدر استوعب حجم الجريمة يللي تفاصيلها لليوم بعدها مخفيّة!! #العدالة_لنساء_أنصار pic.twitter.com/UQFWbTywkT
— alia awada (@AlyaAwada) March 25, 2022
وقد أصدرت قيادة الجيش اللبناني بياناً أعلنت فيه أنّ دورية من مديرية المخابرات أوقفت في بلدة أنصار المواطن اللبناني (ح. ف.) للاشتباه في مشاركته في عملية خطف المواطنة باسمة عباس وبناتها ريما (مواليد 2000) وتالا (مواليد 2002) ومنال (مواليد عام 2006) بتاريخ الثاني من مارس/ آذار 2022.
وكشفت قيادة الجيش أنّ سلسلة تحقيقات أُجريت مع الموقوف أفضت إلى اعترافه بقيامه بعملية الخطف بمشاركة المواطن السوري الفار (ح. غ.) وأنّهما نقلا الفتيات المخطوفات ووالدتهنّ إلى مغارة تقع في خراج البلدة المذكورة، حيث تمّت جريمة قتلهنّ. أضافت قيادة الجيش أنّه "بعد الكشف على المكان من قبل دورية من المديرية وفريق من الأدلة الجنائية في الجيش، تمّ العثور على الجثث الأربع التي نُقلت إلى أحد المستشفيات لاستكمال الفحوصات المخبرية اللازمة".
وصول الأدلّة الجنائية والطبيب الشرعي إلى مكان جثث جريمة أنصار البالغ عددها 4، وتحديداً في محلة رأس اللبنة عند الطريق الفرعية الفاصلة بين أنصار والزرارية.
— Fouad khreiss (@fouadkhreiss) March 25, 2022
وتم الوصول في البداية إلى جثتين كانتا في مكان واحدٍ، في حين أن هناك جثتين أخريين أيضاً سيتم الوصول إليهما في نفس المحلّة. pic.twitter.com/5UbvIks2y9
وفيما تتواصل التحقيقات لكشف كامل ملابسات الجريمة بإشراف القضاء المختصّ، وفيما المتابعة قائمة لتوقيف المواطن السوري المتورّط، كانت معلومات أولية قد كشفت، بعد ظهر اليوم الجمعة، أنّه عُثر على الأمّ باسمة عباس وبناتها ريما وتالا ومنال صفاوي جثثاً هامدة في بستان زراعي عند أطراف البلدة الجنوبية من قبل الأدلة الجنائية التي وصلت إلى المكان برفقة الطبيب الشرعي علي ديب، في انتظار تقريره الطبي الذي يبيّن أسباب الوفاة. أمّا المشتبه فيه، فقد أُوقف قبل يومَين اعترف أخيراً بقتلهنّ.
وقال مصدر مقرّب من العائلة لـ"العربي الجديد" إنّه "تمّ التبليغ عن اختفاء الأمّ وبناتها الثلاث قبل أكثر من أسبوعَين، علماً أنّهنّ شوهدنَ للمرّة الأخيرة مع شاب من البلدة على معرفة بهنّ وبالعائلة، الأمر الذي دفع النيابة العامة الاستئنافية في النبطية (الجنوب) لاستدعائه واستجوابه، قبل أن تخلي سبيله لعدم توفّر دليل ضدّه، خصوصاً أنّ سمعته جيّدة في البلدة".
وأوضح المصدر نفسه أنّه "بناءً لطلب العائلة التي توجّهت إلى الأجهزة الأمنية، كُثّف البحث عن الأمّ وبناتها الثلاث، وسط شكوك في تعرضهنّ لمكروه، لا سيّما أنّ لا دوافع لديهنّ للهرب"، لافتاً إلى أنّ "حركة المشتبه فيه كانت غريبة، الأمر الذي أثار شكوكاً كثيرة حوله، مع رفض الاستماع إليه من جديد، وهو ما دفع العناصر الأمنية إلى البحث عنه وتوقيفه من جديد، ليعترف بجريمته وبمكان دفن الجثث الأربع".
وتابع المصدر أنّ "التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة ما إذا كان أحدهم قد ساعده في الجريمة، وللوقوف عند الدوافع التي أدّت إلى ارتكابها. فثمّة روايات كثيرة انتشرت عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بيد أنّها غير دقيقة".
وقد نعت بلدة أنصار الأمّ باسمة وبناتها ريما وتالا ومنال صفاوي اللواتي "قُتلن غدراً"، مستنكرة الفاجعة الكبيرة التي وقعت.
وفي سياق متصل، نشر موقع "أنصار نيوز" عبر موقع "فيسبوك" بياناً يشير إلى استنكار عائلة آل فياض الجريمة، واستعدادها للتبرّؤ من ابنها حسين فياض المشتبه في ارتكابها.
ومع استنكار العائلة "الجريمة النكراء" التي "تعرّضت لها عائلة الصديق ابن البلدة المختار زكريا صفاوي"، ذكرت أنّه في حال اتّضاح أيّ مسؤولية يتحمّلها حسين فياض، فإنها تتبرأ منه بالكامل، مع مطالبة السلطات القضائية بإنزال أشدّ العقوبات في حقّه.