حرائق متفرقة تلتهم مساحات شاسعة من أحراج لبنان

09 أكتوبر 2020
الحرائق تتجدد في لبنان (تويتر)
+ الخط -

عادت مشاهد الحرائق وهي تلتهم المساحات الشائعة من أحراج لبنان تتصدّر العناوين، وهواجس المواطنين الذين يشاهدون وطنهم يحترق كلّ سنة، في مثل هذه الفترة، في ظلّ غياب العمليات الاستباقية والتحضيرات اللازمة من قبل السلطات اللبنانية، بالإضافة لنقص في المعدّات والآليات المطلوبة لسرعة الاستجابة، ومنع اتساع رقعة هذه الكوارث الطبيعية.

وتعمل عناصر الدفاع المدني، منذ ليل أمس الخميس، على إخماد النيران التي اندلعت في مساحات شاسعة من الأحراج بمناطق لبنانية مختلفة، خصوصاً شمالاً في دوما، العبودية وعكار، وفي محافظة جبل لبنان، باتر، بعبدات والمنصورية.

كما تواصل العناصر العمل للسيطرة على النيران المندلعة في أحراج الشبانية – رأس المتن، كفرفاقود، المشرفة، سفينة القيطع (يخعون – الضنية) وعيون السمك، وفي العديد من البساتين المثمرة في محافظة الجنوب.

وحذرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين من مخاطر اندلاع الحرائق، استناداً إلى النشرة التي أظهرت أن العديد من المناطق اللبنانية تقع تحت خطر نشوب حرائق الغابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الموسمية، واشتداد سرعة الرياح.

 

ودعت المديرية المواطنين إلى ضرورة التزام الحيطة والحذر، والتقيّد بإرشاداتها حول التوعية من مخاطر اندلاع الحرائق، وخصوصاً في الغابات، لجهة، عدم حرق الأعشاب اليابسة عند تنظيف الأراضي، وتنظيف الأعشاب والأغصان الصغيرة من تحت الأشجار ووضعها في أماكن آمنة بعيدة من الغابات، وعدم رمي أعقاب السجائر من السيارة على أطراف الطرق، أو عند التنزّه في الغابات وفي محيط المناطق الحرجية، وعند إشعال مواقد الشواء في الغابات يجب صنع حفرة صغيرة، بعيدة من الأعشاب والأغصان اليابسة، لإشعال النار للشوي، تُردم عند الانتهاء بالتراب ويسكب عليها الماء لتبريدها.

ونشر اللبنانيون عبر حساباتهم على موقع "تويتر" مقاطع مصوَّرة مرفقة بوسم "#لبنان_يحترق"، تظهر ألسنة النيران التي تلتهم الأشجار والمساحات الخضراء وأرزاق المواطنين والمزارعين، وتهدّد في مناطق عدّة السكان الذين يعيشون على مقربة منها.

 

ووجّه هؤلاء تحية تقدير لجهود عناصر الإطفاء والدفاع المدني، الذين يعملون ليلاً نهاراً وأحياناً وبأساليب بدائية في أحيانٍ كثيرة، عند اتّساع رقعة الحرائق وامتدادها في المساحة والساعات، نظراً للنقص الحادّ في المعدات، والآليات المتطوّرة والطوافات شبه المعدومة، حتى من قبل الجيش اللبناني، ما يدفع في حالاتٍ كثيرة بأشخاص للتطوّع بهدف وقف تمدّد النيران، وحماية الناس والتخفيف من الخسائر المادية والأضرار البيئية.

 

وتتكرّر هذه المشاهد سنوياً في لبنان، أكبرها كان العام الماضي وتحديداً في منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول، يوم شهد العديد من المناطق اللبنانية حرائق غير مسبوقة وضخمة متفرّقة، أتت على مساحات شاسعة من الأحراج والممتلكات العامة والخاصة والبيوت، والأعشاب والأراضي، وخلّفت أضراراً بيئية ومادية وفي الأرواح أيضاً سواء بحالات وفاة أو إصابات، واستعانت السلطات المحلية بطوافات قبرصية للمساعدة في إخماد النيران، وما تزال الدولة اللبنانية عاجزة عن تنفيذ خطة طوارئ خاصة لإدارة الحرائق.

وكان لبنان يملك 3 طوافات من نوع "سيكورسكي" تعمل على إخماد الحرائق لكنها بقيت لسنين من دون صيانة، نظراً للتكاليف الباهظة، ما جعلها خارج الخدمة، إلى أن قرّر مجلس الوزراء الموافقة على طلب وزارة الدفاع بيعها مع 5 طائرات من نوع "هوكر هانتر" تابعة للقوات الجوية، بالمزايدة العمومية.