حصار الخليل... الاحتلال يعاقب 800 ألف فلسطيني

03 سبتمبر 2024
بوابات الخليل عقاب جماعي يمارسه الاحتلال (وسام الهشلمون/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تصعيد الحصار الإسرائيلي على الخليل**: نصب الاحتلال ست بوابات جديدة على مداخل بلدات ومدن في محافظة الخليل، مما يعيق الوصول إلى الطريق الالتفافي ويؤدي إلى معاناة اقتصادية واجتماعية كبيرة لنحو 800 ألف نسمة.

- **إغلاق الطرق وتأثيره على الحياة اليومية**: أغلق الاحتلال الطريق الواصل بين الخليل وقرى الخط الغربي، مما منع نحو مئة ألف فلسطيني من الوصول إلى المدينة، ونصب بوابات حديدية على مداخل بلدات مثل إذنا وأمريش عبده.

- **تأثير الحصار على المناطق المحيطة بالخليل**: نصب الاحتلال بوابتين على مداخل بلدتي كرمة والكرمل، مما يقطع طريق الوصول إلى مسافر يطا، ونشر نحو 70 حاجزًا في البلدة القديمة من الخليل ومحيط المسجد الإبراهيمي.

خلال 24 ساعة مضت نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي ست بوابات جديدة على مداخل بلدات ومدن في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، في سياق العقوبات الجماعية بحق الأهالي، وإطباق الحصار على أنحاء المحافظة المتواصل منذ الأحد الماضي.
ويتواصل حصار الخليل منذ عمليات المقاومة الثلاث التي أوقعت قتلى وجرحى إسرائيليين، وعلى رأسها العملية التي نفّذها الشهيد مهند العسود، من بلدة إذنا غرب الخليل، عند حاجز ترقوميا المؤدي إلى أراضي الداخل المحتل، والتي قتل فيها ثلاثة عناصر أمن إسرائيليين، وتبنّتها لاحقًا كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام الذراع العسكرية لحركة المقاومة "حماس". 
وتهدف تلك الإجراءات المشدّدة إلى قطع أوصال مدينة الخليل، وفصلها عن قرى وبلدات المحافظة، وإعاقة الوصول إلى الطريق الالتفافي، ما يحمل انعكاسات اقتصادية واجتماعية، ويكبد الأهالي البالغ تعدادهم نحو 800 ألف نسمة معاناة كبيرة.
وكان أول طريق أغلقه الاحتلال بعد العملية، هو الطريق الواصل بين الخليل وقرى الخط الغربي التي تضم إذنا، وترقوميا، وبيت أولا، وخاراس، وبيت كاحل، ما أعاق حركة المركبات، ومنع نحو مئة ألف فلسطيني من الوصول إلى مدينة الخليل، عدا عن نشر عناصر من جيش الاحتلال على الطرق الواصلة بين تلك البلدات والقرى، ومنع عبور المشاة أيضًا.

يتواصل حصار الخليل منذ عمليات المقاومة التي أوقعت قتلى وجرحى

يقول نائب رئيس بلدية إذنا، علي أبو جحيشة، لـ"العربي الجديد": "البوابة الخاصة ببلدتنا نصبت على طريق لا يؤدي إلى الشارع الالتفافي، على عكس غالبية البوابات والحواجز في مختلف مناطق الضفة، ما يمثل خطوة توحي بأن الاحتلال يحاول السيطرة على الطرق التي لا تخضع لسيطرته الأمنية، وذلك تعدٍ واضح من الاحتلال على صلاحيات السلطة الفلسطينية عبر قطع الطريق الرئيسي لثمانية قرى لم يعد لدى سكانها بديل سوى طريق (فرش الهوى) غربي مدينة الخليل، وهو طريق مغلق أيضًا".
ويشير أبو جحيشة إلى أن الارتباط الفلسطيني أبلغهم نقلًا عن "الإسرائيليين" بأن الطرق مغلقة بأمر عسكري، ويوضح: "صرنا أمام واقع غير مسبوق، تحديدًا بعد تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، من موقع العملية عند حاجز ترقوميا، والتي حرّض فيها على كل ما هو فلسطيني".
في جنوبي الخليل، نصب الاحتلال بوابة على مدخل بلدة "أمريش عبده" التابعة لمدينة دورا. ويقول رئيس المجلس القروي، سلامة الشعراوي، لـ"العربي الجديد": "البوابة التي نصبها الاحتلال على مدخل البلدة تعتبر المتنفس الوحيد لعشرات آلاف السكّان في 19 قرية وثلاث بلدات حال اضطروا لاستخدام الطريق الالتفافي، أو الوصول إلى مدينة الخليل، علاوة على أنها تشكّل ممر عبور لقرابة 50% من الحركة التجارية في محافظة الخليل".

توزعت البوابات على جميع مداخل الخليل (وسام الهشلمون/الأناضول)
توزعت البوابات على جميع مداخل الخليل (وسام الهشلمون/الأناضول)

ويلفت الشعراوي إلى أن "الاحتلال أغلق مدخل القرية عبر السواتر الترابية، وكان الشبّان يعملون على إزالة تلك السواتر، وتهيئة الطريق لعبور المركبات، فيغلقها الاحتلال مجددًا، لكن نصب بوابة حديدية يثير المخاوف من تحوّل الوضع القائم إلى أمر واقع دائم، ويتبعه إغلاق كامل لمدخل القرية كما جرى إبان الانتفاضة الثانية في عام 2000، حين أغلق الاحتلال مدخل القرية عبر بوابة لمدة سبع سنوات، وبعدها فتحت البوابة وفق شروط مشددة، وفي عام 2021 أزال الاحتلال البوابة، واليوم يعود لتكرار مشهد جرى قبل أكثر من 20 عامًا". 
في مدينة يطا جنوبي الخليل والقرى والتجمعات البدوية المحيطة بها، نصب الاحتلال بوابتين، الأولى على مدخل بلدة "كرمة" والثانية على مدخل بلدة "الكرمل"، وكلا البوابتين سبقهما إغلاق الطرق عبر سواتر ترابية.
يقول منسق لجان الحماية والصمود في مسافر يطا، فؤاد العمور لـ"العربي الجديد": "إجراءات الاحتلال الجديدة باتت تعبيرًا واضحًا عن سياسة العقاب الجماعي، والتحكم الكامل بحياة الفلسطينيين. إغلاق مدخل بلدة الكرمل يعني قطع طريق الوصول إلى مسافر يطا باعتبارها الممر الواصل بين مدينتي يطا والخليل، وتلك المناطق تواجه انتهاكات إسرائيلية متكررة تشمل عمليات الهدم ودفع السكّان نحو التهجير، والاستيلاء على أراضيهم، كما أن نصب البوابات يسرّع من ربط مستوطنتي كرمئيل وماعون بالتجمعات والبؤر الاستيطانية في مناطق جنوب شرقي الخليل، ويعني أن الاحتلال بات يحاصر يطا، ويعزلها بالكامل عن الخليل عبر الشارع الالتفافي والبوابات الحديدية".

ونصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية في منطقة "واد السمن" على الطريق الواصلة بين المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل والشارع الالتفافي، إضافة إلى بوابة حديدية على مدخل بلدة بني نعيم شمالي المدينة، علمًا أن الطريق الالتفافي يفصل بين البلدة والمدينة، ولا يوجد طرق أخرى للوصول سوى عبر الأراضي والجبال مشيًا على الأقدام، وهي طرق محفوفة بالمخاطر نظرًا لانتشار المستوطنين في المنطقة. 
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، نشر الاحتلال في البلدة القديمة من الخليل وفي محيط المسجد الإبراهيمي نحو 70 حاجزًا، وعادة ما يغلقها بالكامل، ولا يسمح إلا لأهالي المنطقة بالعبور منها بعد إجراء تفتيش وتدقيق، ووفق ساعات محددة للحركة. 
وكلّ الإجراءات في مختلف مناطق الخليل تأتي استكمالًا لسياسة الحصار التي بدأت مع بدء الحرب على غزة، وحينها أغلق الاحتلال مدخل المدينة الجنوبي المعروف بمدخل "حاجاي"، إضافة إلى المدخل الشمالي الشرقي "بيت عينون"، والمداخل الجنوبية الشرقية "الفحص، والكسّارة، وقلقس"، والطريق الواصلة بين الخليل ومدينة حلحول، وترك مدخلين متاحين لكل سكان المحافظة، وهما تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، وتم إغلاقهما من دون سابق إنذار عشرات المرات خلال الأشهر الماضية، كما يجري منذ ثلاثة أيام.

المساهمون