ألقت قوات الأمن العراقية في مدينة إربيل بإقليم كردستان، شمالي البلاد، على شخص أنشأ صفحة على منصة "فيسبوك" لتقديم حلول ونصائح للأزواج بعنوان "حل المشاكل الأسرية"، وذلك بعد تورطه في ابتزاز الضحايا الذين تواصلوا معه وهددهم بنشر مكالماتهم ومحادثاتهم وصورهم في حال لم يدفعوا له مبالغ مالية.
الإعلان الذي يُعتبر الثالث من نوعه الذي تشهده المدن العراقية وتتعامل معه قوات الأمن منذ مطلع الشهر الحالي، أعاد الحديث مجددا عن ضرورة نشر التوعية والثقافة في كيفية استخدام وسائل التواصل، خاصة في ما يتعلق بالجانب الشخصي حتى لا يتم ابتزاز الضحايا بناء على ما قدموه للمجرمين من معلومات.
ووفقا لبيان صدر عن مديرية الأمن في أربيل، أمس الأحد، فقد تمت الإطاحة بشخص أنشأ حسابا على منصة فيسبوك باسم "حل المشكلات الأسرية"، وتواصل مع النساء وابتزهن مهددا بنشر صورهن ومقاطع مصورة لهن. وأضاف البيان أن المتهم (هـ.ع)، استطاع التواصل مع مجموعة من النساء لغرض حل مشاكلهن العائلية، واستطاع أن يأخذ منهن فيديوهات وصوراً خاصة، ومن ثم تهديدهن بنشر هذه الصور والفيديوهات أو إرسالها لأهاليهن إن لم يدفعن له مبالغ مالية طائلة. وأكد بيان مديرية الأمن أن الضحايا سيكونون في مأمن بعد مصادرة ما لدى الشخص من أجهزة ومحتوى بداخلها، مطالبا المواطنين بـ"تحديد علاقاتهم على شبكات التواصل الاجتماعية وعدم الوثوق بأشخاص غير معروفين في الواقع".
من جانبه، قال مسؤول بوزارة الداخلية العراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن الأمن العراقي حقق تقدما كبيرا في مكافحة ظاهرة الابتزاز، لكن المسؤولية الأكبر تبقى على عاتق المواطنين انفسهم، مؤكدا أن "عدم مشاركة تفاصيل الحياة الخاصة أمر سهل ويمكن من خلاله منع المبتزين من الوصول إلى مبتغاهم". وكشف المسؤول ذاته، الذي طلب عدم ذكر اسمه لكونه غير مخول بالتصريح، أنه خلال الشهر الحالي تم الإيقاع بشبكة ابتزاز من ثلاثة أشخاص، كما تم الإيقاع بمبتز آخر. وبإعلان الأمن في أربيل الإطاحة بـ(هـ.ع)، يكون هذا الشهر قد شهد التخلص من ثلاثة مجرمين متهمين بالابتزاز".
وأكدت الناشطة الحقوقية إيهاب الحسني لـ"العربي الجديد"، على ضرورة توعية المواطنين وخاصة النساء بخطورة مشاركة الصور أو أي تفاصيل عن حياتهن الخاصة، من خلال حملات مجتمعية داخل الجامعات والمدارس الثانوية وحتى على مستوى ربات البيوت والدوائر الحكومية، مشيرة إلى تسجيل حالات انتحار خلال السنوات الماضية لفتيات ونساء وقعن ضحية ابتزاز بالفضيحة من قبل مجرمين، وهو ما يجب أن يدفع للتعامل مع ظاهرة الابتزاز باعتبارها جرائم كبرى. وأثنت الحسني على جهود الأمن العراقي الأخيرة وتطور وسائل التعامل مع المبتزين في هذا الصدد، لكنها أكدت أهمية تدريب الشرطة في باقي المحافظات على الأمر ذاته وعدم اقتصاره على العاصمة بغداد فقط.