أثار مقطع مصور بثه "فريق الاستجابة الطارئة" على معرفاته الرسمية، لطفلتين في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، فقدتا والدهما في الحرب، موجة تعاطف واسعة محلياً وعربياً.
وظهرت إحدى الطفلتين في الفيديو وهي تذرف الدموع قائلةً: "يعني هل تصدق يا عمو (المصور) أنه في كل ليلة ننام بردانين وليس لدينا حطب.. بابا شهيد وقبل أن يموت كنا طوال الوقت نملك الحطب". مضيفة "كنا نشعر بالدفء على زمن بابا".
بدوره، قال مصور فيديو الطفلتين عمار أبو يزن، في حديث لـ "العربي الجديد"، "بعد انتشار المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي تواصل معنا العديد من المتبرعين، وتم إطلاق حملة تدفئة لجميع سكان المخيم، وتم توزيع الألعاب والهدايا على جميع الأطفال"، موضحاً أنّ "سكان المخيم جميعهم من الأرامل والأيتام، حيث قامت الطفلتان بمشاركتهم توزيع الألعاب ومواد التدفئة على كامل سكان القرية السكنية".
وأكد أبو يزن، أنه "في بداية الشتاء أطلقنا حملة (كن دفئهم - 4)، التي تعتمد على تقديم مواد التدفئة وما يتبعها للمخيمات، وأثناء جولتنا ضمن المخيمات بمناطق ريف الساحل والجسر رصدنا الطفلتين. كان الفيديو لهما بداية ترويج للحملة بشكل عام، ومن خلاله تمت كفالة الطفلتين من عدة أشخاص، بالإضافة لتقديم مواد التدفئة لكل المخيم وطعام وألعاب للأطفال".
وشدد على أنه "من الضروري التركيز على أن الهدف ليس فقط طفلتين، وإنما الهدف مخيمات تعيش البرد بكاملها، لكن ربنا يسرها وكانتا مفتاح الحملة"، موضحاً أنهم "مستمرون في الحملة حتى نهاية فصل الشتاء، لدعم أكبر عدد من المخيمات وخاصة الجبلية والنائية".
من جانبه، قال أبو عمر، وهو مدير مخيم "قرية إسطنبول" القريب من قرية زرزور بريف إدلب الشمالي، وهو المخيم الذي تقطن فيه الطفلتان، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ "عددا من أهل الخير زاروا الطفلتين وقدموا لهما مستلزماتهما على أكمل وجه، وهناك أُناس تكفلوا بمصاريفهما، ولكن لدينا الكثير من الأطفال في المخيم بحاجة أيضاً إلى لباس شتوي وإلى مواد تدفئة ومواد غذائية، وفريق الاستجابة الطارئة قام بتوزيع الحطب، وجمعيتا حق وعطاء قامتا بتوزيع بعض الألبسة"، موضحاً أن "المخيم تم تشييده قبل سنتين، ويضم عدداً من العوائل النازحة من مختلف المحافظات السورية".
وبحسب فريق "منسقو استجابة سوريا"، وهو فريق يعمل في شمال سورية لإدارة الأزمات وتأمين الحالات الإنسانية الأشد فقراً، فإنّ نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر ارتفعت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 87.81% وفقاً للأسعار الأساسية وموارد الدخل، فيما بلغت نسبة العائلات التي ترزح تحت خط الجوع 39.15% من إجمالي العائلات الواقعة تحت خط الفقر. كما صنف الفريق كل القاطنين ضمن المخيمات المنتشرة في المنطقة تحت خط الفقر، وأشار إلى أنّ 22.3% من نازحي المخيمات ضمن حدود الجوع.
وبحسب الفريق، فإنّ عدد الأيتام السوريين الذين خلفتهم الحرب، بلغ حوالي 196442 منذ اندلاع الحرب السورية، على خلفية الحراك المناهض لحكم نظام بشار الأسد.