أطلقت السلطات الجزائرية، اليوم الجمعة، حملة وطنية لتنظيف وتجهيز المؤسسات التربوية تستمر إلى غاية الثلاثاء المقبل، بمشاركة البلديات والجمعيات وفرق الكشافة، وذلك استعداداً للدخول المدرسي المقرر في 21 سبتمبر/ أيلول الجاري.
ودعت وزارة التربية الوطنية، بالتنسيق مع وزارة البيئة، البلديات وأقسام البيئة وجمعيات أولياء التلاميذ والتنظيمات المدنية وأفواج الكشافة الإسلامية الجزائرية إلى تنظيم عمليات مركزة لتنظيف المؤسسات التربوية وتجهيزها عشية الدخول المدرسي الأسبوع المقبل، بهدف توفير وسط مدرسي نظيف وسليم للتلاميذ داخل المؤسسات التربوية، وفق ما أفادت في بيان لها أمس الخميس.
وبدأت البلديات منذ مدة بالتنظيف وتقليم الأشجار وتنظيم محيط المدارس والمؤسسات التربوية، ودهن الجدران وتزيينها استعداداً للدخول المدرسي. وخصّصت بلدية أحمر العين، بولاية تيبازة قرب العاصمة الجزائرية، شاحنات وجرافات وفريقاً من العمال ومهندسي النظافة للقيام بعملية جمع القمامة وتنظيف مختلف المدارس الواقعة تحت سلطة البلدية.
وفي السياق نفسه، بادرت بعض الجمعيات والناشطين المستقلين للقيام بعملية تزيين داخلي للأقسام والمدارس، وطلي الطاولات والكراسي، ووضع رسومات على الجدران، لإضفاء طابع جمالي على المؤسسات التعليمية، تعطي راحة بصرية ونفسية للتلاميذ خلال الموسم الدراسي.
وقام الرسام الجزائري منصورية سليم بتزيين جدران مدرسة قندوز ساعد، بدعم من جمعية أولياء التلاميذ، في بلدة قيقبة بولاية باتنة شرقي الجزائر، إسهاماً في تجميل المحيط المدرسي.
واستبقت أفواج الكشافة حملة السلطات، إذ قامت بحملة لتنظيف المدارس، وقاد فوج الشهيد عميروش، في بلدة عين الباردة بولاية عنابة شرقي الجزائر، منذ الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري، حملة لتنظيف المدارس في البلدة استعداداً للعودة المدرسية.
وقال مدير دار الشباب في بلدة أحمر العين حاج علي مهدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ مشاركة شباب وأطفال الكشافة ومختلف الجمعيات الرياضية والشبابية النشطة في حملة تنظيف المدارس تندرج في إطار تعميم قيم النظافة والحس المدني لدى الناشئين، وإشراكهم في تجميل المؤسسات التعليمية التي سيدرسون فيها، وهذا أمر يحفزهم على الحفاظ عليها خلال العام الدراسي، ويعزز من روابط الناشئة بالمؤسسة التعليمية.
وأوضح محافظ الكشافة الإسلامية الجزائرية بولاية عنابة، فايح طبيب، لـ"العربي الجديد"، أنّ الأفواج الكشفية كافة تشارك مع مصالح البلديات في حملة جمع النفايات وإزالة العشب وتبييض بعض الجدران في المدارس، استعداداً للدخول المدرسي، مشيراً إلى أن "بعض الأفواج الكشفية أطلقت مبادرات خاصة في هذا الإطار، قبل الحملة الوطنية، خاصة في البلديات التي تنشط فيها أفواج الكشافة في المدارس بالأساس، وهذا يؤشر على حسّ عالٍ ومسؤولية لدى القيادات الكشفية المحلية".
وبيّن طبيب أن أحد الأفواج الكشفية في بعض مناطق الظل، مثل بلدية سيدي عمار، قام بإصلاح النوافذ والأبواب وطلاء الطاولات، و"مثل هذه الأنشطة تدخل في نطاق الخدمة العامة، وهدفها تربوي توعوي تحسيسي، من خلال إشاعة قيم التضامن، وأيضاً هدف اقتصادي من خلال هذه الإصلاحات التي يتكفل بموادها المحسنون، وتتم بسواعد قادة الكشافة".
وفي السياق، بدأت بعض المؤسسات التعليمية في توفير أجنحة خاصة للأدراج التي طالبت بها السلطات، والتي تتيح للتلاميذ استخدامها لإبقاء الكتب والأغراض غير الضرورية، في إطار خطة حكومية للتخفيف من ثقل المحفظة المدرسية. كما بُدِئ، في الإطار نفسه، تجهيز المطاعم المدرسية وإعادة تهيئتها بالقدر الذي يسمح باستغلالها في توفير وجبات الغداء للتلاميذ.