تشهد مدينة إدلب، الواقعة شمال غربي سورية، طلباً متزايداً على مياه الشرب، خاصة مع انتهاء فصل الشتاء وبدء ارتفاع درجات الحرارة، ووجود العديد من محطات المياه المعطلة، بسبب القصف وأعمال التخريب التي شهدتها المنطقة.
وبدأت المؤسسة العامة لمياه الشرب في إدلب حملة صيانة للمحطات غير العاملة، وأنشأت محطة جديدة على أطراف المدينة، تحسباً للصيف الحار والحاجة الكبيرة للمياه، كما أجرت في وقت سابق عمليات صيانة للشبكة الداخلية في المدينة، وأوصلت المياه بشكل مجاني لمعظم البيوت.
وفي السياق، قال مدير المؤسسة العامة لمياه إدلب، محمد جمال ديبان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "واقع مياه الشرب في إدلب جيد، إذ تم تقسيم المدينة إلى 8 قطاعات، ويتم ضخّ المياه عبر الشبكة الرئيسية من محطة كبيرة على أطرافها كل ثمانية أيام، وتصل المياه للأهالي بمعدل تسع ساعات يومياً".
وأضاف ديبان أنّ المؤسسة تسعى لزيادة كمية المياه في الصيف، عن طريق تشغيل المحطات الداخلية وصيانة بعض المحطات والخطوط المتضررة، بالتعاون بين المؤسسة العامة لمياه الشرب في وزارة الإدارة المحلية والخدمات والمنظمات الإنسانية، وأيضاً من خلال مراقبة التسرّبات وزيادة رقابة الضابطة الإدارية في المؤسسة لمنع الهدر في الشوارع من مداخل الأبنية والخزانات المخالفة.
وأشار إلى أنه يجري العمل على إنشاء محطة جديدة تحت اسم "الدفاع المدني"، بالتعاون مع عدد من المنظمات الخيرية، لتكون رديفاً لمحطة الكونسروة قرب إدلب، حيث يتم جمع المياه من المحطتين وضخها إلى قطاعات الجامعة والقطاعات المحيطة بجامع الحسين، وستخدمان أكثر من 16 ألف نسمة.
وبحسب ديبان، فإن المؤسسة بدأت بصيانة محطة العرشاني التي تعرّضت لقصف روسي سابق، والواقعة على أطراف إدلب، وستعمل أيضاً على صيانة محطتي الثلاثين والغزل، لتصبح المياه متوفرة بشكل دائم في مدينة إدلب، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 450 ألف نسمة.
يجري العمل على إنشاء محطة جديدة تحت اسم "الدفاع المدني"، بالتعاون مع عدد من المنظمات الخيرية، لتكون رديفاً لمحطة الكونسروة قرب إدلب
ولفت المتحدث ذاته إلى أنهم بدأوا بالتوازي مع ذلك في صيانة محطتي بلدتي كورين وقميناس القريبتين من إدلب، وإصلاح الضرر في شبكتيهما من أجل رفد جميع المناطق المحيطة بإدلب بمياه الشرب، وتخفيف مصاعب النزوح على السكان والنازحين من جميع المناطق السورية.
بدوره، قال الناشط المهتم بالشأن المدني من مدينة إدلب، فادي ياسين، لـ"العربي الجديد"، إن "واقع مياه الشرب في إدلب يحتاج إلى مزيد من التحسين، حيث إن المنازل لا تملك أماكن لتخزين المياه، وتعاني في بعض الأحيان من توفيرها، وتشغيل المزيد من المحطات كما زيادة ساعات الضخ قد يحل هذه المشكلة".
وأضاف ياسين أن منطقة إدلب غنية بالمياه الجوفية الصالحة للشرب، لكن القصف الذي نفذته قوات النظام وروسيا خرّب الكثير من محطات الضخ والشبكات، ما أدى إلى معاناة في تأمين مياه الشرب لكثير من القرى والبلدات في الشمال السوري، يضاف إلى ذلك غياب التيار الكهربائي والكثافة السكانية التي تشهدها المنطقة.
وأدى طول سنوات الصراع إلى حدوث أزمات عديدة في تأمين مياه الشرب للسكان في جميع مناطق السيطرة السورية، وخاصة الخارجة عن سيطرة النظام، حيث قطع التيار الكهربائي، وأتى القصف على معظم مصادرها ومحطات تحويلها.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، أن سورية تعاني نقصاً في مياه الشرب بنسبة تصل إلى 40 في المائة عما كانت عليه قبل عقد من الزمن، فقد أدت العمليات العسكرية المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات إلى إعاقة إمكانات الحصول على الخدمات الأساسية إلى حد بعيد، بما في ذلك الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.