في الأصل وضع نظام "حمية مايند (الدماغ)" لتحقيق هدف تأخير تلف العضو الأكثر أهمية في جسم الإنسان، وإبطاء ظهور الخرف تحديداً. وهو استند، على غرار الحمية الاعتيادية للجسم، إلى أن الطعام الذي يضعه الشخص في بطنه يؤثر في أدائه العقلي.
الأمر المختلف في حمية الدماغ أن تحديداتها الغذائية أقل مقارنة بالحمية العادية التي تستهدف خفض الوزن، وتتعامل مع معايير وأنظمة مختلفة، وتتعدد فيها الآراء حول فاعليتها في حالات محددة، وتحقيقها النتائج المطلوبة بسرعة، وتوفيرها متطلبات الحفاظ على الصحة الجيدة على المدى الطويل.
يورد تقرير نشره موقع "مينز هيلث" أن "حمية الدماغ تشمل باختصار تناول مزيد من الأطعمة المحمّلة بأحماض أوميغا 3 الدهنية ومضادات الأكسدة المقاومة للأمراض وعدد أقل من الأطعمة المحفزة للالتهابات (الزبدة والجبن واللحوم الحمراء).
ويؤكد مؤيدو هذه الحمية أنها تزيد من قوة العقل، وتحقق وعوداً صحية مدهشة جداً أثبتتها بحوث علمية، ويشددون على أن ميزتها الأهم أنها أكثر سهولة من اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط التي تقيّد خيارات الغذاء بالنسبة إلى البعض، وتتطلب تناولهم الأسماك يومياً، واحتساب السعرات الحرارية المتناولة.
ولأن الأسئلة الأهم تتمحور حول ملاءمة حمية الدماغ الجميع، ومساهمتها في تأخير تدهور الدماغ، يشرح خبراء أن حمية الدماغ تتميز بكونها نظاماً غذائياً قصيراً لا يستدعي اعتماده مدة طويلة لتحقيق الفوائد المنشودة على صعيد تأخير الانتكاسات العصبية، باعتبار أن عالمة الأوبئة الغذائية مارثا كلير موريس ابتكرته لمنع إصابة من يبلغون 65 وما فوق بمرض الزهايمر.
وترتكز حمية الدماغ على تناول كميات من الحبوب التي تساعد الدماغ، والخضار والتوت والأسماك وحتى القليل من النبيذ، "فالطعام أحد أهم عوامل تعزيز صحة الدماغ"، بحسب ما يقول البروفيسور درو رامزي الذي يجزم بأن الفوائد الغذائية لـ"حمية مايند" تتجاوز العقل، وهو ما أكدته دراسة أجرتها المجلة البريطانية للتغذية عام 2021، والتي أظهرت أن الأشخاص الذين يتبعون هذه الحمية يقللون من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
لكن مستشار صحة الرجال بريان سانت بيير يلفت إلى أن "لا دليل على أن حمية الدماغ تجلب كل الفوائد لهذا الجزء من الجسم، لكنها طريقة جيدة لتناول الطعام، خصوصاً أن متخصصي التغذية الذكية يوصون بوجبات تتضمن المزيد من الفاكهة والخضار والأسماك بصرف النظر عن صحة الدماغ".