تقوم النازحة السورية فطيم الرحمون بإعداد فطورها الرمضاني في مخيم التح غرب مدينة معرتمصرين شمال غربي سورية، والألم يعتصر قلبها على واقع الحال، وعلى عجزها عن تلبية طلبات أبنائها خاصة في ظل شهر الصيام.
تقطع فطيم بيديها المتعبتين قطع الكرتون الذي جمع من الشوارع العامة لإشعال النار التي تقلي بها البطاطس، فهي لا تملك ثمن شراء أسطوانة غاز بسبب ثمنها المرتفع.
وتعدّ البطاطس المقلية مع بعض الخبز والطماطم وجبة إفطار فطيم وعائلتها في معظم أيام رمضان، بعد أن قدّم لهم أحد المتبرعين صندوقين من البطاطس في أول الشهر.
تعدّ البطاطس المقلية مع بعض الخبز والطماطم وجبة إفطار فطيم وعائلتها
تقول فطيم الرحمون في حديثها لـ"العربي الجديد": "إذا توفر العمل أكلنا و إن لم يتوفر لا نأكل، تذهب بناتي للعمل في أراض زراعية، وتأخذ الواحدة منهن ثماني ليرات تركية مقابل خمس ساعات عمل، في قريتي كان كل شيء متوفراً و لا أحرم أولادي، أما الآن فقد تغير كل شيء".
وتتابع "طلب أطفالي أمس أن أطبخ لهم (المحشي)، فقلت لهم لا نستطيع تحضيره، كما طلبوا التفاح والمعروك الرمضاني ولم أستطع تلبية طلبهم، معظم أيام رمضان نقضيها على البطاطس والخبز المقلي مع بعض الخس والبندورة".
و تضيف الرحمون "تسلل اليأس إلى قلبي بسبب الفقر، فقر أسود، أحيانا أبكي لضيق الحال و أنا أفكر كيف أحصل على خبز الغد".
ويبلغ عدد أفراد عائلة فطيم سبعة عشر بين أبناء وأحفاد يعيشون في المخيم منذ حوالي سنتين، منذ تهجيرهم من قريتهم التح جنوب شرق إدلب، في خيمتين مهترئتين، وضع جانبهما خزان ماء.
كانت العائلة ميسورة الحال في القرية، ولكنهم اضطروا لترك كل شيء خلفهم نجاة بأرواحهم.
يوسف جدوع، زوج النازحة فطيم الذي تختزل ملامح وجهه آلام الحرب السورية، يقول لـ"العربي الجديد ":"يوجد فرق كبير بين رمضان المخيم ورمضان ضيعتنا، بالضيعة كنا سعداء ولكن هنا جوع، عطش، فقر، كان لدي فرن ورخصة لبيع الغاز وأرض زيتون، إضافة لتربية الأغنام، و الآن لا يوجد شيء نأكله ".
ويختم حديثه "أشعر بالحنين لكل شيء في ضيعتي، أحن لقبر أمي وأبي ولشجر الزيتون ولشواء اللحم، فلم آكل لحم الخروف منذ نزحت للآن".