خطوات بسيطة لتقليص تغير المناخ

02 يناير 2025
زراعة أسطح المنازل وسيلة فعالة لتقليص الكربون في الصين، 28 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتطلب مواجهة تغير المناخ جهودًا جماعية للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050، من خلال تغيير العادات الاستهلاكية، مثل تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في المنازل.

- يلعب النظام الغذائي دورًا مهمًا في تقليل البصمة الكربونية، من خلال تناول الوجبات النباتية وشراء الأطعمة المحلية والموسمية، وزراعة الفواكه والخضروات في المنازل لتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة.

- تمثل صناعة الأزياء نسبة كبيرة من انبعاثات الكربون، ويمكن تقليل تأثيرها بشراء ملابس أقل وارتدائها لفترات أطول، وزراعة الأشجار للمساعدة في امتصاص الكربون.

تتطلب حالة تغير المناخ المتسارعة اتخاذ إجراءات من أجل الوصول إلى صفر انبعاثات من غازات الدفيئة بحلول عام 2050، ولكل شخص دوره، إذ يتعين علينا كأفراد أن نغير عاداتنا الاستهلاكية، وأن نضغط على من يتسببون بزيادة هذه الغازات للتحرك نحو عالم منخفض الكربون
يمثل النقل نحو ربع إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة، وفي جميع أنحاء العالم، تنفذ الحكومات سياسات لإزالة الكربون، إذ يمكن لكل فرد ترك سيارته والتنقل بالدراجة كلما أمكن ذلك، وإذا كانت المسافات بعيدة، الأفضل اختيار وسائل النقل العام، ويفضل أن تكون كهربائية. إذا كان على المرء القيادة، فعليه أن يعرض مشاركة آخرين في السيارة بحيث يكون هناك عدد أقل من السيارات على الطريق.
وعند الاستطاعة، يمكن أن يقوم الإنسان بتركيب الألواح الشمسية على سطح المنزل، أو يقوم بخفض التدفئة درجة أو درجتين، ويقوم بإيقاف تشغيل الأجهزة والأضواء عندما لا يستخدمها، ومن الأفضل شراء المنتجات الأكثر كفاءة في المقام الأول، وعزل السقف ليصبح المسكن أكثر دفئاً في الشتاء، وأكثر برودة في الصيف.
كما يفضل تناول مزيد من الوجبات النباتية، إذ يُستخدم 60 في المائة من الأراضي الزراعية لرعي الماشية، ويستهلك الناس أغذية حيوانية أكثر من النباتية، بينما تساعد الأنظمة الغذائية المتنوعة والغنية بالنباتات في تقليل الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري والسرطان. ولتقليل البصمة الكربونية للطعام، ينصح بشراء الأطعمة المحلية والموسمية الناتجة من الزراعة المستدامة، وسيساعد ذلك الشركات الصغيرة والمزارع، كما يقلل من انبعاثات الوقود الأحفوري المرتبط بالنقل والتخزين والتبريد، علماً أن الزراعة المستدامة تستخدم طاقة أقل بنسبة تصل إلى 56 في المائة، وتنتج انبعاثات أقل بنسبة 64 في المائة، وتسمح بمستويات أكبر من التنوع البيولوجي مقارنة بالزراعة التقليدية.
ويمكن الذهاب خطوة أبعد إلى زراعة الفواكه والخضروات والأعشاب في الحديقة، أو على الشرفة، أو حتى على السطح. 
يعرف كثيرون أن ثلث إجمالي الأغذية المنتجة عالمياً إما تفقد أو تهدر، ووفقاً لتقرير مؤشر هدر الطعام لعام 2021 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يهدر الناس على مستوى العالم مليار طن من الطعام سنوياً، ما يمثل نحو 10 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة. لذا يجب تجنب الهدر عن طريق شراء ما يحتاجه المرء فقط، والاستفادة من كل جزء صالح للأكل من الأطعمة، مع الإبداع في استخدام بقايا الطعام، وصناعة السماد من البقايا غير الصالحة للأكل، واستخدامه في تخصيب الحديقة، فالتسميد أحد أفضل الخيارات لإدارة النفايات العضوية.

وتمثل صناعة الأزياء ما بين 8 إلى 10 في المائة من انبعاثات الكربون العالمية، ما يعني أكثر من جميع الرحلات الجوية الدولية وعمليات الشحن البحري مجتمعة، وقد خلقت "الموضة السريعة" ثقافة التخلص من الملابس التي تنتهي بسرعة في مدافن النفايات. لكن يمكن تغيير هذا بشراء عدد أقل من الملابس الجديدة، وارتدائها لفترات أطول، ويمكن البحث عن العلامات التجارية المستدامة، واستخدام خدمات التأجير للمناسبات الخاصة بدلاً من شراء ملابس سيتم ارتداؤها مرة واحدة فقط. 
أما فيما يتعلق بالأشجار التي تمتص الكربون وتعطينا الأوكسيجين، فإنه في كل عام، يتم تدمير ما يقارب 12 مليون هكتار من الغابات، وإزالة الغابات إلى جانب التغيرات الأخرى في استخدام الأراضي، مسؤول عن 25 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة.
ويمكننا جميعاً أن نلعب دوراً في عكس هذا الاتجاه من خلال زراعة مزيد من الأشجار، إما بشكل فردي أو كجزء من مجموعة. على سبيل المثال، تشجع مبادرة "النبات من أجل الكوكب" الناس على زراعة الأشجار في مختلف أنحاء العالم.

(اختصاصي في علم الطيور البريّة)

المساهمون