كشفت دراسة مسحية أعدّتها "جمعية لا للتدخين" في الأردن عن انتشار نقاط بيع منتجات التبغ التقليدية والسجائر الإلكترونية في محيط المدارس، إلى جانب سهولة وصول الأطفال إلى مراكز ومحال البيع.
وقد تناولت الدراسة أكثر من 200 نقطة بيع في محيط 94 مدرسة بالعاصمة عمّان، وأتت تحت عنوان "واقع انتشار التبغ في الأردن حول المدارس، لأجل حماية أطفال المدارس من تكتيكات الإعلان عن التبغ". وهي أُعدّت بالتعاون مع مكتب مكافحة السرطان التابع لمركز الحسين للسرطان، وبتمويل من الاتحاد الدولي ضدّ السلّ وأمراض الرئة بالنيابة عن مرصد "ستوب" العالمي لمراقبة شركات التبغ.
واستندت الدراسة إلى "المعايير والشروط الواجب توفّرها لعرض منتجات التبغ في أماكن البيع الصادرة بموجب نظام تنظيم عرض منتجات التبغ رقم 73 لسنة 2013 رقم 1 لسنة 2015" و"قانون الصحة العامة الأردني لعام 47/2008 وتعديلاته لعام 2017" و"شروط عرض وبيع وتخزين منتجات البخار الإلكترونية والسوائل الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخّنة إلكترونياً".
وقد مسحت الدراسة 213 نقطة بيع منتجات تبغ في محيط قطره 150 متراً حول المدارس، ووجدت أنّ 69 في المائة منها (147 نقطة) تبيع منتجاً واحداً على أقلّ تقدير، وأنّ منتجات التبغ/ النيكوتين التقليدية أو المنتجات الإلكترونية متوفّرة بنسب مرتفعة حول المدارس.
وبيّنت الدراسة أيضاً أنّ 23 في المائة من نقاط البيع تعرض المنتجات على ارتفاع متر واحد وأقلّ من مستوى الأرض، الأمر الذي يجعلها على مستوى نظر الطفل وفي متناول يده، كما تُعرَض المنتجات الإلكترونية على مستوى نظر الأطفال، إلى جانب رفع لافتات لمنتجات التبغ أو منتجات النيكوتين الإلكترونية ذات النكهات الجذابة.
ورصدت الدراسة أشكالاً متعدّدة من الإعلان والترويج المباشر وغير المباشر للتبغ، من بينها اللواحات وتلك المطبوعة وأماكن عرض المنتجات المضاءة في نقاط البيع وعلى الواجهات الأمامية.
وأكدت الدراسة أنّه في 20 في المائة من نقاط البيع رُصد أطفال يشترون منتجات التبغ غير المعبأة، سواء السجائر (الفرط) أو المعسّل (الحلل)، علماً أنّ نقاط البيع بمعظمها (86.4 في المائة) لم تكن تحوي لوحات تحظر بيع المنتجات للقصّر.
وفي هذا الإطار، تتحدّث أمينة سر جمعية "لا للتدخين" الدكتورة لاريسا الور، لـ"العربي الجديد"، عن "مغريات"، وتوضح أنّ "الطفل عندما يقصد البقالة ويجد منتجات التبغ موضوعة على طاولة المحاسبة إلى جانب الشوكولاتة وأنواع الملبّس (السكاكر) ومغلّفة بطريقة جميلة وجذّابة وبنكهات مختلفة، خصوصاً المعسّل والسجائر الإلكترونية، فإنّ كلّ ذلك يمنحه (للطفل) انطباعاً إيجابياً عن منتجات التبغ، فيبادر إلى شرائها، لا سيّما أنّ التلميذ قادر على شراء فرط سيجارة أو سيجارتَين لقاء مبلغ قليل".
وتفيد الور بأنّ "بيانات انتشار التبغ بين اليافعين قديمة، وهي 25 في المائة بين الأطفال من 13 إلى 15 عاماً، علماً أنّ نسبة 34 في المائة منها بين الذكور. وبالتأكيد فإنّ الأرقام اليوم ارتفعت مع انتشار النرجيلة وتدخين المعسّل بالإضافة إلى السجائر الإلكترونية"، ولفتت إلى أنّه من المتوقّع إجراء دراسة جديدة قبل نهاية عام 2023 حول انتشار التبغ بين اليافعين.
وشدّدت الور على أنّ "المطلوب من الحكومة فقط تطبيق القوانين المتوفّرة لمواجهة انتشار التبغ بين اليافعين، والمطلوب من الأهل أيضاً متابعة أبنائهم ومراقبتهم وما يتعرّضون له، خصوصاً أنّ إدمان التدخين في العادة يجرّ إلى إدمان المخدّرات والكحول"، قائلة إنّ "مشكلة التدخين هي أنّه مقبول اجتماعياً".
وأشارت الور إلى أنّ "الجمعية سوف تنفّذ حملة إعلامية واسعة مبنية على مخرجات الرصد (حلقات تلفزيونية وإذاعية وأخرى عبر قنوات التواصل الاجتماعي)، تُستعرَض نتائجها في احتفالية اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ" التي تأتي في 31 مايو/ أيار من كلّ عام، وأكملت أنّ "الجهات المختصة سوف تعمل على وضع توصيات من أجل حماية الأطفال من منتجات التبغ، عن طريق تعزيز محتوى التشريعات وتعزيز إنفاذها وتعزيز البيانات والرصد حول التدخين في البلاد".