نفت دراسة نُشرت، الخميس، ما أعلنته الأمم المتّحدة من أنّ المجاعة التي تضرب جنوبيّ مدغشقر منذ عامين سببها الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، مؤكّدة أنّ دور هذا العامل ضئيل جداً، وأنّ الكارثة ناجمة أساساً عن الفقر والتغيّر الطبيعي في المناخ.
والدراسة التي أجراها باحثون في "وورلد ويذر أتريبيوشن" (دبليو دبليو إيه)، الشبكة التي تضمّ علماء كانوا سبّاقين في الربط بين التغيّر المناخي والظواهر الطبيعية المتطرفة، خلصت إلى أنّ أرجحية الجفاف الذي تشهده مدغشقر منذ عامين "لم تزدَد بشكل ملحوظ" بسبب الاحترار المناخي.
وتتناقض نتائج هذه الدراسة مع ما أعلنه مساعد مدير برنامج الأغذية العالمي في مدغشقر أدوينو مانغوني، الثلاثاء، من أنّ سبب المجاعة في الجزيرة هو الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، وتحذيره من أنّ هذه هي الحالة الأولى من نوعها ولكنّها لن تكون الأخيرة.
ووفقاً لنتائج الدراسة، فإنّ كمية الأمطار التي هطلت على جنوب مدغشقر خلال موسمي الأمطار الأخيرين (2019-2020 و2020-2021) كانت أقل بنسبة 60% من المعتاد.
وبحسب تقديرات "دبليو دبليو إيه"، فإنّ احتمال حصول هذا النقص في تساقط الأمطار لمدة 24 شهراً متتالية (من يوليو/تمّوز 2019 وحتى يونيو/حزيران2021) هو واحد على 135 كل عام.
لكنّ الملاحظات والنماذج المناخية التي عمل عليها معدّو الدراسة أكّدت أنّ هذا الاحتمال "لم يزدَد بشكل ملحوظ" بسبب الاحترار المناخي.
وتتوافق هذه النتائج مع التقييم الذي أجراه فريق خبراء المناخ التابع للأمم المتحدة ونُشر في أغسطس/آب.
وعادة ما يعاني جنوب مدغشقر من سوء التغذية، لكنّ الجفاف الحالي هو الأسوأ منذ 40 عاماً، وفقاً للأمم المتحدة.
وكان مساعد مدير برنامج الأغذية العالمي في مدغشقر، أدوينو مانغوني، قد حذّر، الثلاثاء، من أنّ الاحترار المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية هو المسبّب للمجاعة التي تضرب مدغشقر، مشيراً إلى أنها الحالة الأولى من نوعها، ولكنّها لن تكون الأخيرة.
وقال مانغوني، خلال إحاطة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، إنّ 30 ألف شخص يعانون حالياً من المجاعة في القسم الجنوبي من الجزيرة التي تشهد جفافاً غير مسبوق منذ 40 عاماً، وإنّ 1,3 مليون شخص يعانون من نقص حاد في التغذية.
وأكّد أنّ هذه أول مجاعة سببها الاحترار المناخي الناجم عن أنشطة بشرية. وقال: "هذه أول مجاعة متّصلة بالتغيّر المناخي على الأرض"، مشيراً إلى أنّ المجاعات الأخرى التي تضرب حالياً اليمن وجنوب السودان ومنطقة تيغراي في إثيوبيا ناجمة كلّها عن نزاعات.
لكنّ الدراسة أكّدت أنّ الاحترار المناخي مسؤول بلا شكّ عن زيادة الظواهر الجوية المتطرّفة حول العالم، والمرشّحة لأن تزداد أكثر.
(فرانس برس)