انطلاقاً من حقيقة أن الشقيقين التوأم يتشاركان بنسبة 50 في المائة من الجينات، درس باحثون هولنديون التفضيلات الغذائية لـ7197 توأماً بالغين وإخوتهم غير التوائم في فنلندا، لفحص تأثير الجينات على النظام النباتي وتفضيلات اللحوم والأطعمة النباتية التي تحسم قرار أن يصبح الشخص نباتياً أم لا.
ونقل موقع "سايكولوجي توداي" أن بعض النتائج لم تكن مفاجئة، فالرجال كانوا أكثر تفضيلاً للحوم من النساء، وبدوا أكثر استعداداً لتجربة أنواع جديدة منها. كما أكدت المعطيات أنهم دأبوا على أكل مزيد من اللحوم حين كانوا صغاراً. في المقابل، فضلت النساء تناول النباتات وتجربة المأكولات النباتية الجديدة، لكن تعرضهن أكثر للحوم خلال مرحلة الطفولة جعلهن أكثر حباً لها حين كبرن في السن. وكان الحال نفسه بالنسبة لهن مع الأطعمة النباتية.
أما النتائج الأخرى غير المتوقعة، فلاحظت أن تأثير الجينات في تناول الصبيان اللحوم في سن الطفولة بلغ نسبة 31 في المائة مقارنة بنسبة 11 في المائة لدى الفتيات، لكن هذا التأثير انعكس في تفضيلات أكل اللحوم في سن البلوغ، وأصبحت نسبته 26 في المائة لدى الرجال، و55 في المائة لدى النساء.
وهنا اعترف الباحثون بأن العوامل المرتبطة ببيئة التنشئة الاجتماعية قد تعكس الفوارق بين الذكور والإناث في مرحلة الطفولة، لكنهم استدركوا بأن 75 في المائة من الفوارق الفردية في النظام النباتي لدى البالغين تُعزى إلى الجينات، من دون أن يستبعدوا تأثير الاختلافات الجينية في حساسية التذوق أو الاحتياجات الغذائية.
ودعت لي لورا ويسيلديك، التي شاركت في الدراسة، إلى تفسير النتائج بحذر بسبب حصر أهمية التأثيرات الجينية في العينة الفنلندية تحديداً. وقالت: "من المفيد تكرار التجربة في بلدان أخرى، ونأمل في توافر عينات أكثر عدداً لنباتيين خصوصاً في فئة الذكور. لكنني لا أستبعد أن تنطبق نتائج هذه الدراسة على مجموعات سكانية أخرى، وأعتقد في كل الأحوال بأن تكرارها سيثبت أن التأثير الجيني على خيارات النباتيين سيراوح بين 40 و75 في المائة. والأهم أن يحصل الناس على صورة أشمل لما يظهره هذا البحث بدلاً من إحصاءات محددة". ويشير تقرير حديث أعده باحثون في جامعة يال الأميركية إلى أن نسبة 5 في المائة فقط من الأميركيين هم نباتيون. وهذه النسبة مستقرة منذ عقود.