أفادت دراسة مغربية، تم الكشف عنها اليوم الخميس، أن خطر حدوث موجة كبيرة لوباء كورونا لا يزال مرتفعا، وذلك بالتزامن مع مخاوف من التزايد المرتفع في عدد الإصابات والوفيات بالفيروس المسجل خلال الأيام الماضية.
وكشفت الدراسة، التي أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط ( مؤسسة حكومية تعنى بالتخطيط)، أنه لا يمكن مواجهة خطر حدوث موجة كبيرة للوباء بالعودة إلى الحجر الصحي الشامل، الذي يمكن أن يشل الاقتصاد الوطني، خصوصا أن آثار الحجر، الذي فرض، أواخر شهر مارس/ آذار الماضي، لا تزال ملموسة على مستوى النسيج الإنتاجي.
وتوقعت الدراسة، التي اطلع "العربي الجديد" على نسخة منها، أن تواصل الوضعية الوبائية، المرتبطة بفيروس كورونا، في المغرب منحاها التصاعدي حتى متم العام الحالي، مع احتمال بروز موجة وبائية أكثر حدة.
وحسب الدراسة، فإن أعداد الإصابات بكورونا في المغرب قد ترتفع إلى 475 ألف حالة، في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لافتة إلى أن تأثير استراتيجية فرض حجر صحي معمم لمدة يوم واحد في الأسبوع قد يمكن من التقليل من هذه الأعداد بالمقارنة مع منحى التطور المتوقع.
بالمقابل، كشفت الدراسة أن استمرار تطور معدل الوفيات اعتمادا على التطور الوبائي الحالي، ينذر بحالة وبائية صعبة، مع إمكانية اعتبار الوضع الصحي المرتبط بالفيروس قابلا للاحتواء على المستوى الاستشفائي باحتمالية كبيرة.
وترى الدراسة أن تطبيق الحجر الواسع النطاق بصفة متقطعة قد يثبت فعاليته في كسر سرعة انتشار العدوى بالفيروس، وفق عملية المحاكاة التي قامت بها الدراسة بخصوص تأثير استراتيجية الحجر المعمم ليوم واحد في الأسبوع على المستوى الوطني، والجهات ذات التطور المقلق للوباء، لا سيما الدار البيضاء – سطات، والرباط – سلا – القنيطرة، بالإضافة إلى جهة مراكش – آسفي.
وتبين عملية المحاكاة أن استراتيجية الاحتواء الأسبوعية لن تسمح بانخفاض مهم في العدوى على المدى القصير، لكنها قد تبطئ بشكل كبير في معدلها على مدى فترة أطول، متوقعة أن تمكن هذه الخطوة من تجنب 72 ألف حالة إصابة، حتى نهاية شهر ديسمبر / كانون الأول القادم.
إلى ذلك، أشارت الدراسة إلى أن تنفيذ الاستراتيجية، التي أطلقت عليها اسم "التوقف والانطلاق"، يتطلب تدابير مصاحبة مناسبة، مع حملة توعية للسكان حول أهمية توزيع مشترياتهم، ورحلاتهم على أيام الأسبوع الأخرى، التي لن يشملها الحجر.
و يأتي ذلك، في وقت كشف فيه المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن المغرب من أكثر الدول الأفريقية تضررا من المرض إلى جانب جنوب أفريقيا ومصر وإثيوبيا ونيجيريا، بسبب التزايد المرتفع في عدد الإصابات والوفيات بالفيروس المسجل منذ بدء إجراءات تخفيف الحجر الصحي.
وكان المغرب قد سجل، أول أمس الثلاثاء، رقما قياسيا جديدا في عدد وفيات فيروس كورونا اليومية، بلغ 49 وفاة، ضمن المنحى التصاعدي للوفيات خلال الأسبوعين الأخيرين، والذي وصل إلى 5 في المائة، حسب التقرير نصف الشهري لتطور الوضع الوبائي.
كما أظهرت بيانات وزارة الصحة المغربية، الجمعة الماضية، أنّ البلاد سجلت عدداً قياسياً من الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا بلغ 3445 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، وهي أكبر حصيلة في يوم واحد منذ بدء تفشي الفيروس في 2 مارس/ آذار الماضي.
وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة، في النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ(كوفيد-19)، أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي للإصابات بالمملكة إلى 160 ألفا و333 حالة، ومجموع حالات التعافي إلى 133 ألفا و959 حالة، بنسبة تعاف تناهز 83,6 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 2762 حالة، لتستقر النسبة عند 1,7 بالمائة.
ويبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا 23 ألفا و648 حالة، في حين يصل مجموع الحالات الخطيرة أو الحرجة الموجودة حاليا بأقسام الإنعاش والعناية المركزة، إلى 525 حالة، 62 منها سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الحالات تحت التنفس الاصطناعي إلى 58 حالة.
وكانت الحكومة المغربية قد قررت، الخميس الماضي، تمديد حالة الطوارئ الصحية، لمدة شهر إضافي، وذلك بالتزامن مع ارتفاع قياسي في أعداد المصابين بفيروس كورونا والحالات الحرجة.
وصادقت الحكومة المغربية خلال اجتماع مجلسها على مشروع مرسوم يقضي بتمديد مدّة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية في سائر أرجاء البلاد لمواجهة فيروس كورونا، وذلك لغاية العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.