أثارت وفاة الشابة ماسيراي سي (21 سنة)، موجة غضب في سيراليون، كون الوفاة حدثت بعد خضوعها لعملية تشويه الأعضاء التناسلية "ختان الإناث"، حسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
وعثر على جثة ماسيراي سي، في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، في قرية بمقاطعة بونتي (جنوب)، بعد يوم من عملية الختان، وأكد أفراد من أسرتها أنها عانت من صداع نصفي قوي خلال تلك الليلة، وقد يكون السبب في ذلك مضاعفات عملية الختان التي تعرضت لها.
وتم العثور على جثة الشابة داخل ما يعرف محلياً باسم "شجرة بوندو"، وهو مكان تدخل إليه الفتيات من أجل تأهيلهن مجتمعياً. والختان جزء من عملية التأهيل، ويعتبر من التقاليد المتجذرة في الطقوس القديمة التي يعتقد أنها تحمي المجتمع من الشر، وتنقل المراهقات إلى مرحلة الأنوثة.
والضحية ماسيراي سي هي أم لطفل في الرابعة وطفل آخر عمره ستة أشهر، وهي تتابع تعليمها الثانوي، وكانت تكافح من أجل مستقبل أفضل لأولادها، لكن التقاليد القبلية أنهت حياتها.
وحاولت السلطات وضع قيود على هذه الطقوس بعد تفشي فيروس إيبولا في عام 2014، إلا أنها لم تفرض عقوبات ضد مرتكبيها، إذ لاتزال قانونية، وهو ما يثير غضب الجمعيات النسائية التي تدعو إلى وقف هذه الممارسات.
وتضغط أسرة الفتاة الضحية من أجل تشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وتدعم الناشطة النسوية سيني أمارا، العائلة من أجل كشف الحقيقة، مؤكدة أنّ أقارب الفتاة أفادوا بأنّها كانت بصحة جيدة في اليوم السابق لإجراء عملية تشويه الأعضاء التناسلية، موضحين أنها ذهبت لجلب الحطب والماء.
وتعد سيراليون واحدة من أكثر الدول التي تشهد معدلات مرتفعة في تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في العالم.
ووفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، فإنّ 9 من أصل 10 نساء تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة، خضعن لهذه العملية، رغم التحذيرات الدولية من مخاطرها، ومحاولات الجمعيات الحقوقية للحد من انتشارها.
وبعد وفاة الشابة، ألقت الشرطة القبض على عدد من السيدات اللواتي يقمن بعملية تشويه الأعضاء التناسلية، كما ألقت القبض على زعيم القرية.
ووصفت نائبة الوزير السابقة لشؤون النوع الاجتماعي في سيراليون، روجياتو توراي، الحادثة بـ"المأساوية"، معتبرة أنّها "مثال جديد صادم يضاف إلى ما تتعرض له الفتيات في المجتمع، لا سيما أنّ معظم الوفيات لا يتم الإبلاغ عنها".
وتترأس توراي ائتلافاً مكوّناً من 21 جماعة وطنية لمحاربة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، والائتلاف يضغط على السلطات لتشريح الجثة لإظهار سبب الوفاة كخطوة مهمة لمعرفة الحقيقة.
وحاولت توراي، خلال عملها في الحكومة، الضغط من أجل إقرار استراتيجية وطنية لإنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، لكن تمت مقاومة ذلك، حسب قولها، موضحة: "على مر السنين، تغيّرت الكثير من الأشياء داخل المجتمع، وتعمل منظمتنا على تدريب النساء وتمكينهن".
ودان نشطاء تداول مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر فيها شخصيات سياسية تتعهد بحماية ممارسات تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية.
وقالت المنظمة الخيرية "المساواة الآن"، إنّ أفعال السياسيين الذين يدعمون تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مدانة، وحثت الحكومة على مقاضاة جميع من يعرّضون النساء والفتيات للخطر.