ناشد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، في تصريحات لـ"العربي الجديد" في نيويورك، أطراف النزاع في اليمن إسكات الأسلحة ووقف النزاع، للحيلولة دون موت المزيد من اليمنيين في الحرب والمجاعة التي تحوم في البلاد.
ووصف بيزلي الوضع في اليمن بأنه كارثي، حيث يعيش البلد أكبر كارثة إنسانية على الأرض، حيث يعاني 16 مليون يمني من الجوع، من بينهم خمسة ملايين يواجهون خطر المجاعة، وأكد بيزلي أن نقص التمويل لعمليات المساعدات الإنسانية ومنع ناقلات الوقود، من قبل قوات التحالف، من الوصول إلى الحديدة يزيد من تدهور الأوضاع، وحذر من أن العالم سيشهد أسوأ مجاعة في القرن الحالي إن لم يتم التحرك وبسرعة. وجاءت تصريحات بيزلي خلال مؤتمر صحفي، عقده عن بعد، مع الصحفيين المعتمدين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وعبر بيزلي عن أمله في أن تتمكن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، من الضغط على الأطراف المتنازعة للتوصل إلى سلام دائم، وأكد أن الوضع حرج وخاصة فيما يتعلق بمنع وصول الوقود إلى الموانئ، وعبر عن قلقه حول التأثير السلبي لذلك على العمليات الإنسانية، وارتفاع أسعار البضائع في الأسواق اليمنية.
ورداً على أسئلة إضافية لـ "العربي الجديد" حول التحديات التي تواجه الأمم المتحدة في اليمن، بالإضافة إلى نقص تمويل برامج المساعدات الإنسانية، قال بيزلي "لقد تحدثت في السابق، وبشكل واضح، ضد الخطوات التي اتخذها كل طرف (من أطراف النزاع) وأثرت سلباً على عملنا وإيصال المساعدات الإنسانية، بما فيها إغلاق ميناء الحديدة قبل سنوات، وقمت كذلك بانتقاد الحوثيين فيما يخص عدداً من الأمور، من بينها إعاقة استخدام بصمات الأصابع كطريقة لتقديم المساعدات وضمان وصولها للمستحقين، كما تأشيرات الدخول وغيرها الكثير، ولكن هذا تغير ولاحظنا تحسناً في مستوى التعاون مع الحوثيين، لإيصال المساعدات الإنسانية".
وتابع بيزلي "ولكن بنهاية المطاف فإن الصراع في اليمن من صنع الإنسان، ولا يهم على أي طرف نلقي اللوم، هذا (الصراع) يجب أن يتوقف. وأعمل جاهداً من أجل دفع الساسة لاتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب، لقد حان الوقت لإنهائها. هذه أكبر كارثة إنسانية نشهدها اليوم على الأرض، ويجب أن تتوقف الحرب، على سبيل المثال هناك 400 ألف طفل يمني سيموتون، إن لم نقدم لهم المساعدة حالاً، هذا يعني أن طفلاً واحداً سيموت كل 75 ثانية، هل هناك ما هو أهم من ذلك الآن؟ رسالتنا واضحة: انهوا الحرب! أسكتوا البنادق.".
ورفض بيزلي التعليق على سؤال آخر، لـ "العربي الجديد"، حول المسؤولية التي تتحملها الدول المصدرة للأسلحة، لأطراف النزاع في اليمن، عن تدهور تلك الأوضاع، وقال في هذا السياق: "هذا سؤال سياسي ولا يمكنني الإجابة عليه، رسالتنا واضحة، نريد سلاماً حول العالم وإسكات الأسلحة".
وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الوضع الإنساني في مأرب اليمنية يزداد سوءاً مع استمرار القتال على طول خطوط المواجهة المتعددة، وأشار إلى أن أعمال العنف أجبرت حوالي 15 ألف يمني على النزوح منذ بداية الشهر الماضي.
ولفت دوجاريك الانتباه إلى تقارير مفادها أن 60% من هؤلاء النازحين يقيمون في مخيمات غير رسمية ومناطق مزدحمة وخدمات شبه معدومة، وتحدث عن تقديم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية للمساعدات، لافتاً الانتباه، في الوقت ذاته، إلى التحديات التي تواجهها على عدة أصعدة بما فيها النقص في التمويل.
وقال دوجاريك "إن أكثر من عشرين مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، والعديد منهم على شفا المجاعة، إنهم الذين يدفعون الثمن الأغلى في هذه الحرب، نواصل دعوتنا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، ووقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد."
وحول النقص في الوقود التجاري ومنع دول التحالف للناقلات من الدخول إلى ميناء الحديدة، قال دوجاريك "لم يسمح، في الشهر الماضي، باستيراد الوقود التجاري عبر ميناء الحديدة. أكثر من نصف واردات الوقود التجارية إلى اليمن كانت تدخل، في السنوات الأخيرة، عبر الحديدة، هذه هي المرة الأولى منذ تصعيد الصراع عام 2015 التي نشهد فيها انخفاض مستوى واردات الوقود إلى صفر. إن ذلك يؤدي إلى تضاعف أسعار الوقود وبدوره يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء والماء والسلع الأخرى، مما يزيد الأوضاع تعقيداً".