أقرّت رئيسة جامعة هارفارد الأميركية السابقة كلودين غاي، غداة استقالتها أمس الأربعاء، بارتكاب أخطاء، غير أنّها أشارت إلى أنّها كانت هدفاً لحملة مستمرّة من "الأكاذيب والإهانات".
وكانت غاي قد قدّمت استقالتها من منصبها أوّل من أمس الثلاثاء، بعد تعرّضها لهجوم شرس على خلفية شهادتها في الكونغرس الأميركي حول معاداة السامية خلال احتجاجات داعمة لقطاع غزة في الحرم الجامعي، فضلاً عن اتهامات بـ"السرقة الفكرية".
يُذكر أنّ غاي أستاذة العلوم السياسية كانت قد أصبحت، في يوليو/ تموز 2023، الرئيسة السوداء الأولى للجامعة المرموقة الواقعة بالقرب من بوسطن.
وكتبت غاي، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ "هؤلاء الذين قاموا بحملات من دون هوادة لإقالتي منذ الخريف، استخدموا في أحيان كثيرة الأكاذيب والإهانات الشخصية وليس الحجج المنطقية".
وأوضحت غاي، في مقالها الذي أتى تحت عنوان "ما حصل للتوّ في جامعة هارفارد أكبر منّي"، أنّ "الحملة ضدّي (...) كانت مناوشات في حرب أوسع نطاقاً تهدف إلى تقويض ثقة الرأي العام بركائز المجتمع الأميركي".
In Opinion
— The New York Times (@nytimes) January 3, 2024
Claudine Gay, who resigned as president of Harvard on Tuesday, writes in a guest essay that the campaign against her was "merely a single skirmish in a broader war to unravel public faith in pillars of American society." https://t.co/EKAdlEQ2zm
وتثير الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة جدالاً حاداً في الجامعات الأميركية العريقة منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي الخامس من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وسط أجواء مشحونة، ردّت كلودين غاي إلى جانب رئيستَي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا سالي كورنبلوث وجامعة بنسلفانيا ليز ماغيل على أسئلة البرلمانيين على مدى خمس ساعات، في جلسة "محاسبة رؤساء الجامعات ومكافحة معاداة السامية". وكانت لجنة التعليم والقوى العاملة في الكونغرس الأميركي هي التي استدعت الرئيسات الثلاث.
وتعرّضت غاي للانتقادات بعدما رفضت الإجابة بـ"طريقة واضحة" عمّا إذا كانت الدعوة إلى إبادة اليهود تنتهك قواعد السلوك في جامعة هارفارد لدى إدلائها بشهادتها أمام الكونغرس.
وأثار ردّ غاي، إلى جانب ردّ زميلتَيها القلقتَين بدورهما على حرية التعبير في الجامعات بحسب ما يبدو، جدالاً وصلت ارتداداته إلى البيت الأبيض.
فشل محاولات جامعة هارفارد دعم رئيستها
تجدر الإشارة إلى أنّ رئيسة جامعة بنسلفانيا الأميركية ليز ماغيل سبق أن قدّمت استقالتها من منصبها، بعد أيام من الانتقادات والضغوط والتهديدات التي مورست عليها في أعقاب شهادتها في جلسة الاستماع حول مزاعم تزايد معاداة السامية في الحرم الجامعي. وجامعة بنسلفانيا من أبرز المواقع في الولايات المتحدة الأميركية التي نُظمت فيها تظاهرات مناهضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، علماً أنّ طلاب الجامعة طالبوا على مدى أسابيع بوقف المذبحة المرتكبة بحقّ الفلسطينيين في غزة.
وقد تعرّضت غاي لانتقادات في الأشهر الأخيرة بعد ظهور تقارير تفيد بأنّها لم تستشهد بمصادر علمية بطريقة صحيحة في أعمالها الأكاديمية. ونُشرت أحدث الاتهامات، أوّل من أمس الثلاثاء، من مصدر مجهول في أحد المنافذ الإعلامية المحافظة عبر شبكة الإنترنت.
وطالب أكثر من 70 نائباً، من بينهم اثنان ديمقراطيان، باستقالتها، في حين دعا عدد من خرّيجي جامعة هارفارد البارزين والمانحين إلى مغادرتها المنصب. في المقابل، وقّع أكثر من 700 من أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد رسالة تدعم غاي.
كذلك، أعلن خمسة رؤساء سابقين لجامعة هارفارد دعمهم غاي في بيان مشترك نشروه غداة استقالة رئيسة جامعة بنسلفانيا ليز ماغيل. وكتب هؤلاء في بيانهم: "بصفتنا رؤساء سابقين لجامعة هارفارد، نقدّم دعمنا القوي لكلودين غاي، وهي تقود جامعة هارفارد نحو المستقبل". وأشار هؤلاء الرؤساء إلى أنّ جامعة هارفارد تمرّ حالياً بوقت عصيب، مبيّنين استعدادهم لتقديم الدعم بكلّ أنواعه للرئيسة غاي.
(فرانس برس، العربي الجديد)