تتزايد الضغوط على الحكومة الجزائرية من قبل الجالية المقيمة في الخارج، وعبر نواب البرلمان الممثلين للجالية، لفتح الحدود أو معبر أخضر يسمح للجالية بالدخول إلى البلاد، بعد ثمانية أشهر كاملة من إغلاق الحدود بسبب الأزمة الوبائية.
ووجّه النائب في البرلمان الجزائري بلمداح نور الدين، والذي يمثل الجالية الجزائرية في المنطقة الرابعة التي تضم أميركا وروسيا وتركيا وأوروبا، رسالة إلى رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، يطالبه فيها بضرورة توجيه التعليمات لإطلاق الرحلات نحو الجزائر في أقرب الآجال لدخول الجزائريين وطنهم من دون توقف، لغاية فتح الحدود، مع تشديد التدابير الصحية اللازمة لإنهاء ما يصفه بمعاناة الجزائريين في عدد من الدول، بسبب إغلاق الحدود من قبل الحكومة الجزائرية منذ 17 مارس/آذار الماضي.
وأكد بلمداح أن طول فترة إغلاق الحدود الجزائرية، واستثناء الجالية والمقيمين في الخارج من عمليات الإجلاء، وضع الآلاف من الجزائريين في "وضع صعب وغير مسبوق بسبب حرمانهم من دخول وطنهم، ولا يوجد أي مبرر لتواصل ذلك على الإطلاق، خاصة أن جاليتنا أعلنت التزامها بكل الشروط الصحية المطلوبة، إذ هناك حالات يندى لها الجبين لأفراد من جاليتنا توفيّ لهم أعزّ ما يملكون في هذه الدنيا ولم يستطيعوا رؤيتهم وحتى الوقوف عند قبرهم، ومنهم من والدته أو والده على فراش الموت، ولا يستطيع قضاء ما تبقى من حياتهم إلى جانبهم".
ولفت النائب إلى أن "عددا من أبناء الجالية الذين لديهم جنسية مزدوجة أو بطاقة إقامة بالخارج وأولادهم يدرسون بالجزائر، يوشك الفصل الأول على الانتهاء وهم لم يلتحقوا بعد بمقاعد الدراسة، كما أن هناك أساتذة وطلبة ممنوحين (يقيمون تربصات في الخارج ) تنصلت وزارة التعليم العالي من مسؤوليتها في التكفل بهم، وتركت ذلك على عاتق قنصلياتنا بالخارج"، ولفت إلى ظاهرة المحاباة في منح وزارة الداخلية الجزائرية لرخص الدخول لبعض أفراد لجالية.
وطالبت الرسالة رئيس الحكومة" بإسداء تعليماتكم لوزارة التربية للتكفل المثالي بالتلاميذ الذين تغيبوا عن الفصل الأول بسبب وجودهم خارج الوطن، وبتوجيه التعليمات لباقي الوزارات والإدارات والمؤسسات لكي تدمج الموظفين العالقين خارج الوطن فور عودتهم لأرض الوطن وعدم توقيف رواتبهم".
ويضغط نواب آخرون يمثلون الجالية الجزائرية في دول ومناطق أخرى على السلطات لفتح الحدود، وفي السياق نفسه، طالبت الجالية الجزائرية المقيمة في تونس الحكومة الجزائرية بفتح "معبر أخضر" لمرور الجالية وتنقلها من تونس إلى الجزائر، وفقا لبروتكول صحي يتم إلزام العابرين به، خاصة أن التنقل بين الجزائر وتونس يتم في الغالب عبر المعابر البرية، ولا يكلف الدولة الجزائرية أي نفقات أخرى تخص الطيران، وسبق للجالية في تونس أن اعتصمت قبل أيام أمام مقر السفارة في تونس وقدمت رسالة إلى السفير بهذه المطالب.
لكن غياب الرئيس عبد المجيد تبون، الموجود في رحلة علاجية في ألمانيا، يجعل من اتخاذ قرار فتح الحدود غير ممكن لغاية عودة الرئيس، لكونه صاحب الصلاحية الوحيد في ذلك، كما تتخوف السلطات من أن يؤدي فتح ممر لصالح الجالية المقيمة في الخارج إلى زيادة معدلات الإصابة بكورونا.
واليوم سمحت السلطات الجزائرية برحلة إجلاء شملت نقل 246 مواطنا جزائريا كانوا عالقين في قطر منذ أسابيع، وأشرف سفير الجزائر بالدوحة الدكتور مصطفى بوطورة على عملية الإجلاء التي تمت على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية.