سادت حالة من الرعب بين أهالي مدينة الإسكندرية المصرية، إثر ارتفاع أمواج البحر المتوسط إلى 5 أمتار، وسرعة الرياح إلى 65 كيلومتراً في الساعة، وما صاحب ذلك من عواصف شديدة، وتراكم في السحب المتوسطة والمنخفضة، متبوعة بانخفاض في درجات الحرارة وصل إلى 7 درجات.
وأصيبت فتاة عشرينية تدعى روان عوض عبد السلام بكسور في قدميها ونزف، جراء انهيار جزء خرساني من سور كورنيش الإسكندرية عليها، نتيجة ارتفاع أمواج البحر ووصولها إلى طريق المشاة والسيارات.
وسبّب موج البحر غرق الكثير من الشوارع في منطقة المكس بالعجمي، وبئر مسعود في ميامي، فضلاً عن نادي نقابة المهندسين في منطقة جليم، إذ اجتاحت الإسكندرية مبكراً ما تعرف بـ"نوة قاسم" مصحوبة برياح جنوبية غربية شديدة، وهي من النوات الممطرة والشديدة التي تجتاح المدينة الساحلية سنوياً، ويصاحبها طقس غير مستقر وارتفاع أمواج البحر.
ودفعت محافظة الإسكندرية بسيارات شفط المياه ورافعات لسحب السيارات العالقة في الشوارع الرئيسية، وكذلك بسيارات الإسعاف المجهزة لنقل المصابين، فيما أعلنت مديرية الصحة هناك رفع حالة الطوارئ القصوى، وإلغاء جميع إجازات الأطقم الطبية لمتابعة أي إصابات.
وقررت سلطات ميناء الإسكندرية، الخميس، استمرار غلق بوغازَي ميناءَي الإسكندرية والدخيلة أمام حركة الملاحة البحرية، بسبب سوء الأحوال الجوية والرياح وارتفاع الأمواج والضغط الجوي، وذلك حرصاً على عدم اصطدام البواخر والسفن بعضها ببعض أو بأرصفة الميناء، وضمان سلامة الملاحة البحرية.
ووجه رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، طارق شاهين، برفع درجة الاستعداد بإدارات الميناء المختلفة، وتوخي الحذر، واتباع إرشادات الأمن والسلامة في أثناء عمليات الشحن والتفريغ، حفاظاً على سلامة الأرواح والممتلكات.
من جهتها، نفذت الأجهزة المحلية في الإسكندرية حملة لإزالة أجزاء عالقة تمثل خطورة داهمة على المواطنين، بالعقارين رقم 7 بشارع المراكبية، ورقم 25 بشارع المشهور بمنطقة كرموز، خشية سقوط تلك الأجزاء على المارة بفعل الرياح، وموجة الطقس السيّئ التي تشهدها المحافظة.
وكان محافظ الإسكندرية محمد الشريف قد قرر تعطيل العمل بجميع المصالح الحكومية والمرافق الحيوية، والدراسة في جميع المدارس الحكومية والخاصة والمعاهد الأزهرية بنطاق المحافظة، لمدة أربعة أيام متوالية، بسبب عرقلة موجة الطقس السيّئ حركة السيارات في الشوارع والميادين الرئيسية، جراء تراكمات المياه الناتجة من الأمطار الكثيفة، وعدم قدرة بالوعات الصرف الصحي على استيعابها.
وسببت موجة الأمطار قبل أيام قليلة سقوط أجزاء من عقارات قديمة في نطاق أحياء وسط الإسكندرية وشرقها، وسقوط سور عمارة الأوقاف في منطقة الشاطبي، وحريق في إحدى كبائن الكهرباء في منطقة البيطاش غرباً، وغرق شوارع منطقة "بشائر الخير 3" التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو/ أيار 2020، وتولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة (الجيش) مسؤولية تنفيذها.
وتكشف ظاهرة غرق الأنفاق والشوارع في المدن المصرية، وانهيار أجزاء من بعض الجسور والطرق الرئيسية، مع تساقط الأمطار في بداية فصل الشتاء حجم التردي الشديد في البنى التحتية، ولا سيما في الإسكندرية، على الرغم من تصريحات المسؤولين الحكوميين عن تخصيص مليارات الجنيهات من موازنة الدولة لإعادة تأهيلها.