تُواصل فرق الإنقاذ والإغاثة في المغرب عملياتها، اليوم الأربعاء، لا سيّما البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، وذلك لليوم الخامس على التوالي، بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد مساء الجمعة الماضي.
وبحسب ما أفادت به وكالة الأناضول، فإنّ عمليات الإنقاذ والإغاثة مستمرّة في مختلف المناطق المتضرّرة، وقد انتشلت الفرق المعنية جثثاً إضافية لضحايا من تحت الأنقاض.
وأدّى تباعد القرى وطرقاتها الوعرة إلى صعوبة عمل الفرق، لا سيّما أنّها تقع في أعالي جبال شاهقة، من قبيل القرى التابعة لمدن أمزميز وشيشاوة وتارودانت.
كذلك، فإنّ الزلزال أدّى إلى انهيارات وبالتالي تساقط كتل صخرية على الطرقات، الأمر الذي يعوّق عمل الجرّافات. ولفتت "الأناضول" إلى أنّ الأهالي يشاركون في عمليات الإنقاذ، وقد نجح شبّان في أكثر من موقع في إنقاذ مواطنين.
ولم تتوقّف المبادرات الشعبية لدعم ضحايا الزلزال، وقد توافدت عشرات الشاحنات والسيارات على المناطق المتضرّرة، محمّلة بالمساعدات الغذائية والإغاثية، بحسب أخبار تمّ تداولها على منصات التواصل الاجتماعي.
وذكرت "الأناضول"، في هذا الإطار، أنّ ثمّة مغاربة من المغتربين ساهموا بدورهم في العمليات القائمة، ومنهم من حملوا إعانات للمتضرّرين في سياراتهم.
وفي سياق متصل، استمرّ التبرّع بالدم في إطار عملية التضامن الوطنية في المغرب، وقد لوحظت طوابير من المواطنين في مراكش ومدن أخرى، ينتظرون دورهم للتبرّع بالدماء من أجل المصابين في هذه الكارثة الطبيعية الكبرى.
وقد شوهد ملك المغرب محمد السادس في أحد مستشفيات مدينة مراكش، وهو يشارك في عملية التبرّع بالدم، "تعبيراً عن التضامن مع الضحايا والعائلات المكلومة"، بحسب ما نقلته "وكالة المغرب العربي للأنباء" الرسمية.
وأتت عملية التبرّع تلك خلال جولة قام بها، مساء أمس الثلاثاء، زار خلالها مصابين في مستشفى يحمل اسمه في مراكش القريبة من موقع الزلزال.
أودى الزلزال - الذي كان مركزه في جبال الأطلس – بحياة أكثر من 2900 شخص، غالبيتهم في بلدات وقرى جبلية.
يُذكر أنّ أكثر من 240 من المصابين في الزلزال، الذي يُعَدّ الأعنف في المغرب منذ نحو قرن، يتلقّون العلاج في مستشفيات مراكش.
وبحسب البيانات الأخيرة التي نشرتها وزارة الداخلية المغربية، أدّى الزلزال، الذي بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر، إلى مصرع 2901 شخص وإصابة 5530 آخرين.