استمع إلى الملخص
- **استجابة السلطات والسكان:** خرج الأهالي في حلب إلى الشوارع، ونشرت منظمة الدفاع المدني السوري عناصرها دون تقارير عن أضرار. شعر سكان بيروت وتل أبيب بالهزة دون تسجيل أضرار أو إصابات، ولم تعلن السلطات الأردنية عن أي أضرار.
- **نصائح وتوجيهات الخبراء:** نصح مدير مرصد الزلازل الأردني بعدم الخوف والتصرف بحكمة، مثل إغلاق محابس الغاز وقاطع الكهرباء. وأوضح الباحث محمود القريوتي أن الزلازل تختلف في تأثيرها بناءً على الطبيعة الجيولوجية ونوعية البناء، وأن الزلازل في المنطقة تصنف بين الخفيفة والمتوسطة.
ضرب زلزال سورية في وقت متأخر من مساء الاثنين، حيث حُدد مركزه في مدينة حماة، وشعر به سكان الأردن ولبنان وفلسطين وجنوب تركيا. ونقلت وكالة رويترز عن مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض، أن زلزالاً بقوة 4.8 درجات ضرب الأردن وسورية، وشعر به سكان لبنان أيضاً. وأضاف المركز أن الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات. وكان المركز نفسه قد قدّر بداية قوة الزلزال بـ5.46 درجات قبل أن يخفضها بعد ذلك بدقائق.
من جهته، أعلن المرصد السوري عبر صفحته على "فيسبوك" أن هزة أرضية بقوة 5.5 درجات ضربت شرق مدينة حماة بحوالي 28 كيلومتراً، مؤكداً أن الزلزال وقع في تمام الساعة 11:56 مساء، وعلى عمق يناهز 3.9 كيلومترات. وفي وقت سابق من مساء الاثنين، وأفاد المرصد السوري بأنه رصد عند الساعة التاسعة مساء هزة أرضية بقوة 3.7 درجات يقع مركزها على بعد 21 كيلومتراً شرق مدينة حماة.
خروج الأهالي في مدينة #حلب إلى الشوارع بعد #الزلزال الذي ضرب المنطقة الوسطى قبل قليل.
— الرادع السوري 🇸🇾🌻 (@syria_rd) August 12, 2024
- وكالة سانا للأنباء نقلاً عن الدكتور رائد أحمد رئيس المركز الوطني للزلازل في #سوريا: هزة أرضية بلغت شدتها 5.5 درجات على مقياس ريختر ضربت شرق مدينة #حماة الساعة 11.56 ليلاً. pic.twitter.com/k6zooMnaFz
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري، العاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إنها نشرت عناصرها في عدة مناطق للاستجابة لأي حالة طوارئ محتملة، لكنها لم تتلق تقارير عن أي أضرار حتى الآن. كذلك شعر السكان في أنحاء سورية بالزلزال، ونقلت "رويترز" عن شهود عيان في مدينة أعزاز شمالاً أن الهزة الأرضية أعادت إليهم ذكريات الزلزال المميت الذي وقع العام الماضي، وأودى بحياة الآلاف في شمال سورية وتركيا.
في السياق نفسه، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، بأن بعض سكان بيروت والمتن، ومناطق عدة في الشمال وصولاً إلى الهرمل، شعروا بهزة أرضية خفيفة عند الساعة 23:56 ليلاً.
من جهته، قال المعهد الجيولوجي الإسرائيلي إن "هزة أرضية بقوة 5.4 درجات شعر بها سكان في تل أبيب ومنطقة المركز"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وأضاف أنه "حتى الآن، لم تُسجل تقارير عن أضرار أو إصابات في منطقة تل أبيب، لكن السلطات تعمل على فحص الوضع وتقييم الأضرار المحتملة". وطلب "البقاء في حالة يقظة والامتثال لتوجيهات فرق الإنقاذ".
الأردن: لا أضرار من مادية أو بشرية من زلزال سورية
وفي الأردن لم تعلن السلطات أي أضرار بشرية أو مادية، ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مرصد الزلازل الأردني، مساء الاثنين، أن الزلزال وقع في تمام الساعة 11:55 مساء وبعمق 10 كيلومترات، ويبعد عن عمان بنحو 350 كيلومتراً، كما نقلت وسائل إعلام أردنية عن مواطنين أنهم شعروا بهزة أرضية، خصوصاً في محافظات الوسط والشمال.
وقال مدير مرصد الزلازل الأردني المهندس غسان سويدان، لـ"العربي الجديد" إن الزلزال الذي تم تسجيله شمال سورية يعدّ من الزلازل المحسوسة، ولكنه لا يشكل خطراً كبيراً على البنية التحتية، موضحاً أنه سبّب هزات ارتدادية في مركز الهزة، وقوتها كانت بين 2.5 الى 4 درجات وهذه القوة تعتبر خفيفة.
وحول التصرف الأمثل في حال وقوع زلزال، نصح سويدان بعدم الخوف والهلع والتصرف بحكمة، وجعل مداخل البيت ومخارجه آمنة، أي عدم ترك معيقات، كما يجب إغلاق محابس الغاز وإغلاق قاطع الكهرباء حتى لا تقع الحرائق. ونصح السائقين في حال وقوع زلزال الابتعاد عن الأنفاق والجسور، مضيفاً دائماً علينا حماية أنفسنا أولاً ومن ثم الآخرين.
بدوره، قال الباحث والخبير في علم وشؤون الزلازل الرئيس السابق لمرصد الزلازل الأردني الدكتور محمود القريوتي، لـ"العربي الجديد" إن الأردن وفلسطين وسورية مناطق زلزالية، وشهدت سابقاً نشاطات زلزالية كبيرة، وهذا تاريخي وقديم تركزت على طول صدع البحر الميت، وهو المعني بالنشاط الزلزالي في المنطقة، مبيناً أن المنطقة لا تعتبر من مناطق النشاط الزلزالي العنيف، بل تصنف بين الخفيف والمتوسط، مضيفاً أنه لا يمكن توقع أي نشاط زلزالي قادم، لكن من الممكن معرفة المناطق التي يمكن أن يحدث فيها النشاط الزلزالي، وزلزال الأمس متوقع، فهذه المنطقة وقع فيها زلازل سابقاً أكبر حجماً وأثراً.
وأوضح أن هناك عوامل تساعد على شعور الناس بوقوع الزلزال، ومنها قوة الزلزال نفسه والقرب من مركزه، وكذلك الطبيعة الجيولوجية للمنطقة، فهناك طبقات صخرية لا تعلوها طبقات تربة مفتتة، وهناك طبقات تعلوها تربة مفتتة والحالتان مختلفتان، فعندما تكون صخرية بدون تربة متفتتة يكون الشعور بالهزة أقل، لكن عندما تكون الطبقة مفتتة وتربة يكون الشعور بالهزة أكبر، وكذلك من يسكنون في الطوابق العليا من المباني يشعرون بشعور أكبر بالهزات الأرضية.
وحول اختلاف آثار الزلازل بين منطقة وأخرى حتى عندما تكون بالقوة نفسها، يوضح القريوتي، أن ذلك يرتبط بالطبيعة الجيولوجية، فعلى سبيل المثال زلزال دهشور الذي وقع في مصر عام 1992، كانت له آثار مدمرة مع أنه كان قريب بقوته من زلزال الأمس، رابطاً ذلك بالطبيعة الجيولوجية للمنطقة "السبخة" المواد المتفتتة التي تضخم الموجة الزلزالية، والعامل الآخر نوعية البناء فتكون الأضرار كبيرة في الأبنية القديمة والتي لم تراع القواعد الهندسية الصحيحة.