يعيش سكّان إدلب، شمال غرب سورية، حالة من التوتر والخوف منذ بدء التصعيد العسكري من جانب النظام السوري وروسيا على المنطقة في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما تخلله من قصف مدفعي وغارات جوية.
ويتخوف السّكان من ازدياد وتيرة القصف، مع انخفاض درجات الحرارة، وهطول الأمطار، بعد حلول فصل الشتاء، حيث يصبح المأوى حاجة ملحة.
ويقول محمد مصطفى، النازح من جبل الزاوية، المقيم في بلدة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي لـ"العربي الجديد": "عشت تجربة النزوح عدة مرات، وأصعبها تلك التي تكون في فصل الشتاء، حيث يكون التنقل صعباً يرافقه البرد والمطر، والمأوى هو أول ما نفكر فيه. في الصيف يكون الوضع أقل سوءاً".
وأضاف "خلال الفترة الماضية في التصعيد الأخير غادرت البلدة برفقة أطفالي الثلاثة وزوجتي، ثم عدت إلى المنزل الذي أقيم فيه. غادرت جراء حالة الخوف التي عاشها الأطفال، أرجو ألا يتكرر الأمر".
واستهدفت الطائرات الحربية موقعاً في منطقة جسر الشغور غربي إدلب، اليوم السبت، وفقاً لما قاله الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد"، موضحاً: "لم يعد من السهل على السكان مغادرة بيوتهم أو مخيماتهم حتى كنازحين بحثاً عن أماكن أكثر أمناً، فمدفعية النظام تطاول كل المخيمات في محافظة إدلب، وفي التصعيد الأخير تعمدت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية وروسيا استهداف المنشآت الحيوية والمخيمات في المنطقة سواء بالمدفعية الثقيلة أو بالطيران الحربي، وهو ما يجعل المنطقة ككل غير آمنة، فضلاً عن الظروف المناخية الحالية مع انعدام المأوى".
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير صدر، أمس الجمعة، بأنّ 70 شخصاً قتلوا، بينما أصيب 349 آخرون، ثلثاهم من الأطفال، جراء التصعيد في شمال غرب سورية، بينما بلغ عدد النازحين 130 ألفاً.
وأثرت الأعمال العدائية، وفق التقرير، على 40 مرفقاً صحياً و24 مدرسة و20 منظومة مياه. وجاء في التقرير أنّ عمليات الإغاثة عبر الحدود هي شريان الحياة. وقد عبرت 257 شاحنة تحمل مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غرب سورية خلال شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول خلال فترة التصعيد في الأعمال العدائية. ويبلغ عدد سكان المنطقة، وفق التقرير، 4.5 ملايين شخص منهم 4.1 ملايين محتاج.