تسبّب القصف الجوي والمدفعي اليوم بحالة خوف وهلع لدى السكان المحليين والنازحين في عموم مناطق شمال غرب سورية، وطال مناطق في ريف اللاذقية وإدلب، وخلال فترة وجود الطلاب ضمن المدارس.
إبراهيم الدرويش، أحد النازحين في مخيمات شمال إدلب، قال لـ"العربي الجديد": "اليوم استيقظنا منذ الصباح على قصف يستهدف المخيمات في منطقة بابسقا والمخيمات المنتشرة حولها، وعاش طلاب المدارس حالة هلع وخوف"، مشيراً إلى أن التصعيد على المنطقة يتزامن في كل مرة مع أي اجتماع دولي، أو مطالبات بوضع حد لمأساة التهجير والنزوح.
أما محمد عبيد، أحد سكان مخيم قسطون القريب من مكان تنفيذ الغارات الجوية، فقال لـ"العربي الجديد": "المخيم فوق الجبل الذي تعرض للقصف، كانت هناك حالة هلع.. صوت صراخ الأطفال كان واضحاً".
وطال القصف مناطق في تلال الكبينة بريف اللاذقية الشمالي الشرقي ومحيط بلدتي بابسقا وسرمدا شمالي إدلب، وكانت الغارات في ريف إدلب قريبة من معبر باب الهوى مع تركيا، وإحدى الغارات طالت محيط مبنى العيادات في منطقة المعبر.
جابر عويد، مسؤول عن إحدى المدارس، يقول لـ"العربي الجديد" عن القصف: "أنا مسؤول في مدرسة "آمال الشام"، وهي مدرسة خاصة لكن تقدم التعليم المجاني لطلاب مخيم قسطون القريب جداً من منطقة بابسقا، تسبب القصف في حالة خوف عند الطلاب، صرفنا الطلاب خوفاً من استهداف المدرسة والمخيم، كان خوف سكان المخيمات لا يوصف".
من جانبه، أوضح فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان له، عقب الغارات الجوية، أن القصف تزامن مع اقتراب موعد جلسات أستانة التي ستعقد في 22 من الشهر الجاري، إضافة إلى جلسة جديدة لمجلس الأمن الدولي ضمن حوار تفاعلي لمناقشة موضوع القرار الأممي 2642 /2022 لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
وطالب الفريق بوقف الاعتداءات المتكررة على المدنيين بشكل فوري، وإيقاف الاستهداف العشوائي للمناطق السكنية، حيث تجاوز عدد الخروقات الموثقة، منذ بداية الشهر الحالي، أكثر من 291 خرقاً بمساهمة روسية كبيرة. وقال الفريق إن "الاستهدافات الأخيرة، بالتزامن مع الاجتماعات الدولية، تظهر غياب أي تغير في موقف روسيا حول واقع المدنيين في المنطقة، والاستهتار بجميع الاجتماعات والقرارات الدولية حول سورية"، محذراً روسيا من توسع نقاط القصف الجوي لتصل إلى المخيمات، كونها تعتبر جريمة حرب.
ويأتي القصف الروسي على شمال غربي البلاد، قبل يوم من عقد الجولة التاسعة عشرة من اجتماعات أستانة حول الملف السوري، والتي من المزمع عقدها يومي 22 و23 القادمين خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.