بدأت الحكومة المحلية في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى شمالي العراق، إعداد برنامج زيارة البابا فرنسيس المقررة مطلع الشهر المقبل، وأكد مسؤول محلي أن خطة أمنية يتم تجهيزها قبل زيارة بابا الفاتيكان من قبل قوات الشرطة والجيش العراقية.
ورصد ناشطون، الأربعاء، وضع لافتات في شوارع سهل نينوى شمال شرقي الموصل، ذي الغالبية المسيحية، والذي سيكون مقصد البابا خلال زيارته إلى المحافظة التي شهدت نكبات كبيرة منذ اجتياح تنظيم "داعش" لها في منتصف عام 2014.
وأعلن الفاتيكان، في وقت سابق من الشهر الماضي، أن البابا فرنسيس سيزور العراق، مطلع مارس/ آذار، في أول رحلة خارجية له منذ تفشي جائحة كورونا، وستشمل العاصمة بغداد، والموصل، ومدينة أور الأثرية مسقط رأس النبي إبراهيم، إضافة إلى منطقة سهل نينوى الذي تعرّض سكانه إلى سلسلة من الجرائم على يد التنظيم الإرهابي، في حين يهدد استقرار مناطقهم حاليا تغول المليشيات المسلحة.
وقال عضو مجلس محافظة نينوى، محمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي قضاء الحمدانية قاموا بنشر عدد من اللافتات الترحيبية بزيارة البابا فرنسيس بالتعاون مع الحكومة المحلية"، وبين أن "الحكومة المركزية في بغداد، والحكومة المحلية في نينوى، ستشدد الإجراءات الأمنية لمنع حدوث أية خروقات خلال زيارة البابا إلى الموصل، وإقامته صلاة في المدينة".
صباح الخير من قضاء الحمدانية "بغديدا " بمحافظة نينوى ❤️🙏🏻
— صقر آل زكريا (@SakerAlzakarai) February 10, 2021
واهلا وسهلا بـ البابا فرانشيسكو @OPoquillon pic.twitter.com/wM9pYS6J4a
وكشف الجبوري أن "قوات خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب، وجهاز المخابرات العراقي، ستكون مكلفة بحماية البابا خلال زيارته إلى نينوى، كما ستكون مسؤولة عن الملف الأمني في المحافظة طيلة وجود البابا فيها، وبعض الإجراءات بدأ تنفيذها من الآن، مثل نصب كاميرات وأبراج المراقبة، وخصوصاً قرب الكنائس".
وينوي البابا فرنسيس إقامة صلاة في "حوش البيعة" من أجل راحة أنفس ضحايا الحرب، كما ينوي زيارة كنيسة "الطاهرة" الكبرى في قره قوش في نينوى.
وقال لويس يعقوب، من نينوى، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "زيارة البابا فرنسيس سيكون لها فوائد عدة، منها تشجيع المسيحيين على العودة إلى منازلهم، والتأكيد على دورهم في الحياة السياسية والاجتماعية بعد غياب هذا الدور منذ احتلال داعش للمنطقة وسيطرة بعض المليشيات عليها".
وبيّن يعقوب أن "أهالي المناطق المسيحية في نينوى وبقية المدن العراقية يجهزون الملاحظات والطلبات التي سوف تقدم إلى البابا لعرضها على الجهات الحكومية في بغداد، وعلى رأسها إخراج المليشيات من المناطق المسيحية، وإعادة العقارات التي استولت عليها المليشيات بعد طرد داعش".
ورغم مرور سنوات على تحرير منطقة سهل نينوى، المعقل التاريخي الأكبر للعراقيين المسيحيين بعد العاصمة بغداد، إلا أنّها لا تزال رهينة التناحر الحزبي والسياسي والفصائلي، فعقب تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" سيطرت فصائل مسلحة على المنطقة.