تُكرّس السودانية صالحة مختار عبد القادر، الملقبة بـ"الأمّ صالحة"، حياتها لإطعام المشرّدين والأيتام وأطفال الشوارع في العاصمة الخرطوم، ولا سيما مع اشتداد موجة البرد في فصل الشتاء، وحاجة هذه الفئة لأي التفاتة أو مساعدة إنسانية تخفف من وطأة معاناتهم.
تقول "الأمّ صالحة" إنّها تتحرّك مدفوعة بإنسانيتها ورغبتها في تخفيف وطأة التشرّد عن أطفال يتوسدون الأرض ويلتحفون السماء، وأيتام فقدوا من يحنو عليهم، وصغار تلقفتهم الطرقات وهاموا فيها صيفاً وشتاءً.
وتضيف لـ"العربي الجديد"، أنّها بدأت العمل التطوعي منذ عام 2009، عندما كان أطفال الشوارع يطرقون باب منزلها للحصول على أي طعام متوافر، بحكم أنها تسكن في منطقة تشكّل نقطة لتجمّعهم.
وتوضح أنّ تجمّع هؤلاء الأطفال أمام منزلها دفعها إلى التفكير في تطوير شكل المساعدة لهذه الفئة المحتاجة، بل ودفع الجيران والأصدقاء إلى المساهمة أيضاً.
وتتابع: "عندنا وجبات يومية دائماً في الشتاء، ووجبات أسبوعية، يصل بعضها إلى مستشفيات ودور إيواء"، مشيرة إلى أنّ "فاعلي خير" يساهمون بالمساعدة.
ومع مرور الوقت، بدأ يشارك العديد من السودانيين في توفير المواد الأساسية لإعداد وجبات الطعام، كما تقول صالحة، لافتة إلى أنّ هناك أشخاصاً يوفرون الأرز وآخرون السكر أو اللحوم، إلى جانب ما تقدّمه من طعام.
وفكّرت صالحة في توسعة الحيّز المكاني والمناطق التي تقدم فيها الطعام للمحتاجين، بحيث يشمل ميادين أخرى أو التجمعات التي يبيت فيها أطفال الشوارع.
وتبيّن صالحة أنّ لديها مجموعة من الشباب والأرامل، إلى جانب شقيقتها وزوجها، يساهمون في إعداد الطعام لهذه الفئة، مشيرة إلى تقديم أكثر من 500 وجبة وُزعت على أطفال الشوارع وفي المستشفيات ودور الأيتام.
وتشدد على أن هذا الشكل من الدعم الإنساني ليس حلاً لمشكلتهم، الأمر الذي دفعها إلى التفكير في تأسيس معهد تدريب حرفي، يحتضن هذه الفئة ويساعدها على تغيير واقعها والاندماج في المجتمع.