وزّعت قافلة "المرحمة الخيريّة" مساعدات عينيّة على اللاجئين الفلسطينيين، أمس الجمعة، في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، لكن السّكّان هناك أبدوا استياءهم من الفوضى التي حصلت خلال عمليات التوزيع، كونها لم تكن منظّمة وتخللتها العشوائية وتجاوزات بحق الأهالي.
"مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، في تقرير صدر عنها، أمس الجمعة، نقلت عن الأهالي تأكيدهم أنّ عمليات توزيع المساعدات كانت غير منظّمة وفوضويّة، شابتها تجاوزات بحقّهم، وذلك بعد تسليم عشرات الطّرود لعوائل جاءت من خارج المخيّم، كما أنّ عائلات تقيم فيه لم تتسلّم أيّ مساعدات.
وذكرت المجموعة أنّ نشطاء من أبناء المخيّم، طلبوا من القافلة، إيصال المساعدات لمستحقّيها وحفظ كرامتهم وتلافي الأخطاء التي وقعت.
وأوضحت في تقريرها، أنّ "قافلة المرحمة تعرّضت لانتقادات بعد توزيعها الأضاحي العام الماضي، بعشوائيّة ودون تنظيم، وذلك لعدم اعتمادها على قوائم رسميّة تحدّد العدد الحقيقيّ لسكّان المخيّم".
مسؤول الإعلام في المجموعة، فايز أبو عيد، لفت في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ ما حصل خلال عمليّة التّوزيع هو سوء إدارة وتنظيم فقط، سببه عدم التّنسيق، مشيراً إلى أنّ الحملة وزّعت في المخيّم أكثر من مرّة، كما وزّعت مواد إغاثيّة على منكوبي الزّلزال في مخيميّ النّيرب وحندرات في مدينة حلب، دون تسجيل أيّ مشاكل.
وأضاف أنّ وضع الأهالي في المخيّم والحاجة دفعت بهم للتّهافت على المساعدات الإنسانية، الأمر الّذي تسبب بالفوضى خلال عمليات التّوزيع، موضحاً أنّ "المطلوب التنظيم بشكل أكبر من قبل القائمين على الحملة في المرّات القادمة".
ولفت إلى أنّ الحملة يدعمها الأهالي في الداخل الفلسطيني.
زهير محمد من بين منتقدي ما حدث، وقد أوضح، في رد له على "فيسبوك"، أنّه ليس من الصّعب تنظيم قوائم اسميّة بالموجودين ضمن مخيّم اليرموك، كما أنّه ليس من الصّعب إجراء توزيع عادل لهذه المساعدات، وإرسال رسائل عبر الهاتف بموعد التّسليم، لكي يستلم سكّان المخيّم المساعدات بشكلٍ حضاريّ يحفظ الكرامة ويخفف المعاناة، موضحاً أنّ كلّ هذه الإجراءات سهلة.
وقال: "ما يجري هو استمرار وامتداد لِمعاناة اللاجئ الفلسطينيّ منذ القدم، العشوائيّة، الظّلم، الغوغائيّة، التحيّز، الاختيار، التّجاوز، المحسوبيّة. أمور مقصودة يطول الحديث عن أسبابها ومسبباتها.. في ظلّ غياب حلّ أو أيّ طرح أو تصور بقصد أم بعجز لإنهاء معاناة اللاجئ الفلسطيني في أي مكان".
وبدأ النزوح من مخيم اليرموك، الذي كان يضم قبل عام 2011 نحو 600 ألف شخص منهم 160 ألف فلسطيني، منذ نهاية عام 2012، حين قصفه النظام السوري بالطائرات، لِيفرض عليه بعد ذلك حصاراً خانقاً، استمر لحين اجتياحه من قبل النظام في مايو/ أيار 2018. وكان المكتب الإعلاميّ لـ"الجبهة الشّعبيّة لتحرير فلسطين" قد أعلن عن سماح النّظام بدخول أهالي مخيّم اليرموك، من سوريين وفلسطينيين، إليه، بدءاً من 10 سبتمبر/ أيلول 2021، من دون قيود أو شروط على حدّ زعمه.