بدأ فريق "رامكو" المتخصص في نزع الألغام في ريف محافظة دير الزور شمال شرقي سورية، أمس الأربعاء، عمليات نزع الألغام التي زرعها تنظيم "داعش" في قريتي أبو فاس وعبدان ضمن الريف الغربي للمحافظة.
ودخل الفريق إلى أحد الحقول التي شهدت انفجار عدة ألغام، وسبقه متخصصون في رسم الخرائط، بتحديد نقاط العمل لتبدأ بعدها عملية الإزالة.
علي شاهين المستشار التقني في منظمة "رامكو" لمكافحة الألغام قال لـ"العربي الجديد": إن "عمل المنظمة بدأ في عام 2016 والهدف الأساسي تطهير المنطقة الزراعية والسكنية من مخلفات الألغام التي زرعها تنظيم داعش في المناطق التي كان يسيطر عليها، مما زاد من استياء الأهالي، وخوفهم من العودة إلى منازلهم وأراضيهم"، وتابع "انطلاقا من هذا حملنا على عاتقنا مهمة إزالة كافة الألغام والمخلفات الحربية ابتداء من جنوب الحسكة مرورا بالشدادي ومناطق دير الزور الشرقي والغربي التي نعاني فيها بسبب وجود الكثير من الخلايا النائمة التابعة لداعش من ناحية وأيضا كثرة من الألغام.
وأضاف شاهين "هناك العديد من الصواريخ والقذائف في أكثر من مساحة تعرف كثافة السكان، فقد بلغ عدد المواقع الملوثة بالألغام من جنوب الحسكة إلى دير الزور الشرقي والغربي أكثر من 115 موقعاً، بمساحة أكثر من مليون و800 ألف متر مربع وأكثر من 4600 لغم ومخلفات حربية بأنواع مختلفة، فيما بلغ عدد المستفيدين من إزالتها 630 ألف مستفيد لعام 2022".
وأوضح أن أعضاء الفريق ينتشرون على امتداد الحقل المرسوم للبحث عن الألغام بالاستعانة بأجهزة كشف، بإشراف مختصين وبحذر شديد كون الفريق يركز على منطقة دير الزور خلال هذه الفترة ويعاني من وجود الخلايا النائمة التي تستهدف المنظمات الإنسانية في المنطقة، مع العلم أن ثلاثة أعضاء منهم قد لقوا مصرعهم خلال عمليات إزالة الألغام في دير الزور، إضافة إلى أن المنظمة محلية وتعمل بإمكانيات محدودة لعدم وجود دعم كاف لاستكمال عمليات إزالة الألغام وإتلافها.
من جهته، أفاد مصطفى صالح، قائد فريق إزالة الألغام لـ"العربي الجديد"، بأن هدف منظمة رامكو إنساني بالدرجة الأولى فنتيجة انتشار تنظيم "داعش" في المنطقة وزرع الآلاف من الألغام في المنطقة، ووقوع الكثير من الضحايا خاصة الأطفال، كان من الضروري العمل على إزالة هذه الألغام، مضيفا "واجهتنا الكثير من الصعوبات والتحديات من حيث تأمين فرق مختصة وتأمين المعدات واستشهاد ثلاثة أعضاء من الفريق، لكننا مستمرون".
يذكر أن تحرك فريق "رامكو" بريف دير الزور جاء بعد شكاوى من الأهالي خاصة المزارعين من وجود ألغام تهدد حياتهم وحياة أطفالهم، إذ أشار أسعد أبو فادي (42 عاما) وهو من أبناء بلدة عبدان خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن عدة ألغام انفجرت مؤخرا بالأغنام ورؤوس الماشية في البلدة، وهذا السبب الذي دفع الأهالي للمطالبة بإزالتها ليتدخل الفريق". مبينا أن ألغام تنظيم "داعش" لا يمكن للأهالي معرفة أماكن وجودها كونها مخفية بطرق يصعب تمييزها.
ويوم الأحد الماضي، توفي طفلان وأصيب 3 آخرون بانفجار لغم موضوع في بناء مهجور ضمن بلدة الدوير بريف دير الزور الشرقي، كما قتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة، يوم السبت 15 يناير/كانون الثاني في الريف الشرقي لمحافظة الحسكة السوريّة، جراء انفجار لغم بسيّارتهم أثناء عملهم بمنطقة جبل كوكب، بينما نجت إحدى المصابات التي كانت معهم وتعرضت لجروح متوسطة.