سوريو الجولان يحتفلون بإسقاط الأسد بين دبابات الاحتلال: مع شعبنا

09 ديسمبر 2024
احتفالات سورية بسقوط الأسد في الجولان المحتل، 9 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل احتفالات بعد إطاحة المعارضة بنظام الأسد، حيث عبر السكان عن فرحتهم رغم وجود الدبابات الإسرائيلية، مع أمل في إحلال السلام.
- تقع مجدل شمس في موقع استراتيجي بين سورية، إسرائيل، لبنان، والأردن، ويعيش فيها حوالي 25 ألف إسرائيلي و23 ألف درزي، معظمهم يعتبرون أنفسهم سوريين. احتلت إسرائيل الجولان في 1967 وضمتها لاحقاً، دون اعتراف دولي.
- عزز الجيش الإسرائيلي مواقعه في الجولان، وأكد نتنياهو مراقبة التطورات، بينما عبر السكان عن أملهم في مستقبل أفضل واستعادة الجولان لسورية.

ملأ الأمل شوارع مجدل شمس، الأحد، بعد إطاحة فصائل المعارضة السورية بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث ارتفعت الحناجر بالأغاني الوطنية في البلدة الدرزية الواقعة في هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل وضمتها، بينما خرج سكانها يحتفلون رغم انتشار الدبابات الإسرائيلية. تقول ميس إبراهيم (33 عاما): "نحن جزء من الشعب السوري ونحن سعداء جدا اليوم.. نريد رؤية سورية حرة وأصواتا مختلفة وأشخاصا مختلفين". لم تكن ميس إبراهيم قد ولدت بعد عندما تولى حافظ الأسد رئاسة سورية في عام 1971، قبل أن يخلفه ابنه بعد وفاته عام 2000. وخلال العقود التي حكمت فيها عائلة الأسد البلاد بقبضة من حديد "دفع الشعب السوري ثمنا باهظا"، وفق ميس إبراهيم، التي أعربت عن أملها في أن يؤدي رحيل بشار الأسد "إلى إنهاء الحروب وإحلال السلام".

الصورة
احتفالات سورية بسقوط الأسد في الجولان المحتل، 9 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
احتفالات سورية بسقوط الأسد في الجولان المحتل، 9 ديسمبر 2024 (فرانس برس)

تقع مجدل شمس في هضبة الجولان على مفترق طرق أربع دول هي سورية ودولة الاحتلال ولبنان والأردن، ويعيش فيها حوالي 25 ألف إسرائيلي إلى جانب حوالي 23 ألف درزي، يقول معظمهم إنهم سوريون، فيما يتمتّعون بوضع المقيمين في إسرائيل، بحكم الأمر الواقع.

احتلت إسرائيل القسم الأكبر من مرتفعات الجولان خلال حرب عام 1967، ثم ضمتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ومنذ عام 1974، تقوم قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم "يوندوف"، بدوريات في المنطقة العازلة بين المنطقتين الخاضعتين للسيطرة الإسرائيلية والسورية.

الصورة
احتفالات سورية بسقوط الأسد في الجولان المحتل، 9 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
تقع مجدل شمس في هضبة الجولان على مفترق طرق أربع دول، 9 ديسمبر 2024 (فرانس برس)

في الجولان المحتل، ما زال كثر يعتبرون أنفسهم سوريين. ومنذ أكثر من عشر سنوات، كانوا يتابعون الأحداث في سورية والحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011 وعدد القتلى الذين سقطوا خلالها وينتابهم القلق على مصير الأقارب والأصدقاء، حيث اعتبر علاء الصفدي، الذي قضى صهره في أحد السجون السورية في ظل نظام الأسد، أن الدروز، سواء كانوا يعيشون في إسرائيل أو سورية أو لبنان أو الأردن، هم مجتمع "واحد" و"جميعهم مرتبطون ومترابطون"، معرباً عن سعادته واقتناعه بأنه "في غضون عامين، سنتمكّن من الخروج من هنا بحرية واحتساء القهوة في مقاهي دمشق".

بدورها، روت ريا فخر الدين (42 عاما) كيف كادت تبكي من الفرح عندما سمعت نبأ سقوط الأسد عند الساعة السادسة صباحا، وقالت: "كدنا لا نصدق الأمر". وقالت إنها لا تشعر بالقلق من المستقبل بعد الهجوم الذي شنّته فصائل معارضة في سورية، وأوضحت "ما حدث لم تقم به جماعة إسلامية، بل الشعب السوري".

بعد سقوط بشار الأسد، عزز جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقعه في منطقة الجولان، وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد، أنه أعطى أوامر للجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة المنزوعة السلاح على الحدود مع سورية لمراقبة "التطورات من كثب، ونتخذ الخطوات اللازمة للدفاع عن حدودنا وأمننا"، زاعما أن إسرائيل "تنتهج سياسة حسن الجوار"، و"نمد يد السلام لجيراننا الدروز الذي هم إخوة لمواطنينا الدروز في إسرائيل، كما نمد يد السلام للأكراد والمسيحيين والمسلمين الذي يرغبون بالعيش بسلام في إسرائيل".

أما ياسر خنجر (46 عاما) فقال إنه يريد إرسال رسالة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي اعترف رسميا في عام 2019 بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، ليقول له إن المنطقة ما زالت تابعة لسورية، مضيفا "لهذا السبب نحن سعداء بسقوط بشار الأسد، فهو لم يطالب بتحرير الجولان"، معربا عن أمله في أن تتغير الأمور الآن.

(فرانس برس، العربي الجديد)