أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأنّ الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمنع إدخال الأجهزة الطبية التشخيصية ويعرقل وصولها إلى المستشفيات منذ 394 يوماً، الأمر الذي يزيد من معاناة المرضى الذين يمنعهم الاحتلال من أبسط حقوقهم العلاجية. وفي هذا الإطار، شاركت عشرات من سيارات الإسعاف في مسيرة نظمتها الوزارة في غزة، اليوم الإثنين، على مقربة من السياج الحدودي الفاصل في المنطقة ما بين شرق شمالي القطاع وشرقي مدينة غزة، رفضاً لاستمرار الاحتلال في سياسته التي تمنع إدخال الأجهزة الطبية إلى المستشفيات.
ورُفعت على سيارات الإسعاف لافتات وشعارات باللغات العربية والإنكليزية والعبرية تحذّر من خطورة الواقع الصحي في قطاع غزة، نظراً إلى منع إدخال الأجهزة الطبية إلى جانب ما تعانيه المستشفيات من أزمات نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
وعلى هامش المسيرة، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في كلمة إنّ الاحتلال يمنع إدخال جهاز القسطرة التداخلية الذي يتيح للطواقم الطبية إنقاذ مرضى الجلطات من الموت والشلل. أضاف أنّ الاحتلال يمنع إدخال أربعة أجهزة من الأشعة السينية المتحرّكة المتخصصة في تشخيص الحالات المرتبطة بالعظام والكسور في غرف العمليات، وكذلك ثلاثة أجهزة أشعة سينية رقمية تتيح تشخيص مئات من الحالات المرضية.
وتابع القدرة أنّ الاحتلال يمنع إدخال جهاز أشعة متحرّك يتيح تشخيص وتصوير المرضى في أقسام العناية المركّزة وهؤلاء الذين يعجزون عن الحركة بسبب الشيخوخة والكسور المعقّدة في أقسام المبيت بالمستشفيات. وأكمل أنّ الاحتلال يمنع كذلك إدخال قطع غيار للأجهزة الطبية والتشخيصية المعطلة والمتراكمة في مستشفيات القطاع والتي صارت خارج الخدمة، الأمر الذي يحرم آلاف المرضى منها.
وشدّد القدرة في كلمته نفسها على أنّ الاحتلال يتعمّد إلحاق الأذى بمرضى القطاع ومصادرة حقوقهم العلاجية التي كفلها القانون الدولي الإنساني لهم، محمّلاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى وتوفير ما يلزمهم من علاجات. وطالب الجهات كافة ذات العلاقة بالضغط المباشر على الاحتلال الإسرائيلي بهدف إدخال الأجهزة الطبية والتشخيصية وقطع غيار الأجهزة المعطلة من أجل إنقاذ حياة مرضى القطاع وتوفير كلّ احتياجاتهم العلاجية.
وتعاني المنظومة الصحية في قطاع غزة من أزمة خانقة، من جرّاء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2006، إذ تزيد نسبة الأدوية النافدة عن 47 في المائة من مجموع الأدوية، إلى جانب النقص الحاد في المستلزمات الطبية الأخرى.
في سياق متصل، قال مدير عام وزارة الصحة في غزة مدحت عباس لـ"العربي الجديد" إنّ "نحو 30 في المائة من مرضى القطاع يُمنعون من السفر بحجّة أنّ طلباتهم قيد الدراسة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عند تقديمها للحصول على موافقات تتعلّق بتلقّي العلاج في الخارج أو في مستشفيات الداخل الفلسطيني أو الضفة الغربية".
وأوضح عباس أنّ "ملف الأجهزة الطبية يواجه قيوداً إسرائيلية غير مسبوقة، إذ إنّه في حال توفّر مانحين وشركات (للتزويد بالأجهزة) يعمل الاحتلال على حجز الأجهزة في الموانئ التي تقع تحت سيطرته ويرفض منحها الإذن بالوصول إلى القطاع". وشدّد على أنّ "المصابين بأمراض العظام والأمراض الصدرية والقلبية يعانون بصورة كبيرة من جرّاء السياسات الإسرائيلية المتّبعة في ما يتعلق بإدخال الأجهزة الطبية"، لافتاً إلى أنّ "رفض إدخال أجهزة جديدة يزيد الضغط على الأجهزة المتوفّرة في القطاع".