شهادات عن مجزرة مخيم النصيرات... أهوال يوم القيامة

08 يونيو 2024
خلال تشييع ضحايا مجزرة مخيم النصيرات ونزوح العائلات، في 8 يونيو 2024 (فرانس برس، الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مخيم النصيرات بقطاع غزة تعرض لمجزرة بسبب عملية عسكرية إسرائيلية لاستعادة أسرى، مما حول المخيم إلى ساحة حرب مع قصف جوي ومدفعي وتسلل قوات خاصة.
- السكان والنشطاء يروون تفاصيل الرعب والدمار، حيث شهدوا قصفًا عنيفًا وتحليق طائرات مسيرة، مما دفعهم للنزوح بحثًا عن الأمان.
- وصف الأحداث يشبه "أهوال يوم القيامة"، مع سقوط ضحايا وجرحى، وترك أثرًا عميقًا في نفوس السكان الذين يحاولون استيعاب المأساة.

تحوّلت ساحات مخيم النصيرات وأزقته الداخلية إلى ساحة حرب

شهد المخيم قصفاً جوياً ومدفعياً وتسللا لقوات خاصة إسرائيلية

وثّق "العربي الجديد" شهادات شهود عيان فلسطينيين عايشوا المجزرة

نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، اليوم السبت، خلال عملية جرت لاستعادة 4 من الأسرى الموجودين لدى المقاومة الفلسطينية. وتحوّلت ساحات مخيم النصيرات وأزقته الداخلية إلى ساحة حرب عند منتصف نهار السبت، تزامناً مع قصف جوي ومدفعي وتسلل لقوات خاصة إسرائيلية داخله، في حدث غير اعتيادي عايشه السكان.

مجزرة مخيم النصيرات

ووثّق "العربي الجديد" شهادات لمجموعة من السكان والنشطاء الفلسطينيين الذين عايشوا المجزرة من بدايتها إلى نهايتها، وأبرز ما جرى خلال دقائق الحدث الذي استمر قرابة الساعتين قبل أن يعلن الاحتلال تفاصيله.

في الأثناء يقول الفلسطيني محمد منصور: "إنّ الحدث بدأ بقصف تعرضت له المنطقة الشمالية الغربية في مخيم النصيرات وسط القطاع بالتزامن مع تحليق على مستوى منخفض لطائرات "الكواد كابتر" المسيرة". ويضيف منصور لـ"العربي الجديد" الذي عايش تفاصيل الحدث منذ بدايته، أنّ "الطائرات المسيرة كانت تقصف المكان بعنف إلى جانب الطائرات الحربية الإسرائيلية الموجودة في سماء مخيم النصيرات".

ويلفت إلى أن انتشار خبر عن عملية إنزال في منطقة مستشفى العودة و"الهايبر مول" وسط المخيم دفع السكان إلى النزوح باتجاه الشارع الرئيسي، وإخلاء منازلها نظراً إلى شدة القصف الإسرائيلي الذي طاول مختلف المناطق. ويوضح منصور، أن دبابات الاحتلال العسكرية تقدمت في أعقاب ذلك نحو مدخل مخيم البريج وسط القطاع من المدخل الشمالي ومن منطقة شارع العودة شمال شرق النصيرات. ويلفت إلى أنه نزح مع قرابة ربع مليون نسمة مع بداية الحدث باتجاه دير البلح، وسط القصف ورعب الدبابات الإسرائيلية التي كانت تستهدف كل شيء من المدخل الشرقي للمخيم، في حين كانت الجثث تنتشر في كل مكان. ووفق إفادة الشاب منصور، فإنه قام بحمل أحد الأطفال لمسافة طويلة بعد أن أصيبت والدته وكان أهله ينزحون من المكان بلا وجهة نتيجة القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي العنيف الذي طاول المخيم.

أما الشاب أسامة مطير فقدْ فقدَ الاتصال بأهله خلال اللحظات الأولى من الحدث، حيث حوصر عدد منهم داخل منزل العائلة وبعضهم في مستشفى شهداء الأقصى وآخرون داخل منازل. ويقول مطير الذي يعمل طبيباً لـ"العربي الجديد": إن أشقاءه تمت محاصرتهم داخل المنزل الذي كانوا يوجدون فيه في منطقة شارع جولس وسط المخيم، حيث ظل الاتصال منقطعاً معهم حتى انتهاء القصف الإسرائيلي، في حين كان بقية أفراد العائلة يوجدون في أحد المنازل الأخرى بمنطقة "بلوك 2" في المخيم وكانوا معرضين للخطر الشديد بفعل عمليات القصف الجوي والمدفعي وعمليات التقدم التي قامت بها آليات الاحتلال. ويلفت إلى أنه شاهد عشرات الشهداء والمصابين على الأرض جراء القصف الشديد واشتعال النيران في مختلف المناطق، ولا سيما منطقة السوق وسط مخيم النصيرات الذي يضج بعشرات الآلاف يومياً.

أما الفلسطينية ناريمان أبو جهل فتعرضت هي الأخرى للحصار في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين خلال الدقائق الأولى للعملية العسكرية الخاصة، إذ حاصرت الدبابات الفلسطينيين الموجودين قرب مخيم النصيرات. وتقول أبو جهل لـ "العربي الجديد": إن أصوات الاشتباكات في البداية أوحت أن الحدث في منطقة دير البلح إلى الجنوب من البريج والنصيرات قبل أن يتضح أن مسار الأحداث كلها في منطقة النصيرات قرب البريج. وتوضح أن دبابات الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى منطقة شارع أبو عاصي الكائنة في منطقة "بلوك 1" في البريج وحاصرت السكان من الشارع الآخر، في حين كانت المسيرات تطلق النار على أي شخص يتحرك في المكان. وتشير إلى أن الدبابات وُجدت في منطقة شارع صلاح الدين وسط القطاع، وقطعت البريج عن النصيرات بالتزامن مع قصف مدفعي غير مسبوق للمكان وإطلاق النار تجاه السكان والمنازل بقوة وكثافة.

كأنها أهوال يوم القيامة

أما الفلسطيني فادي زقوت فيصف ما جرى بأنه نسخة من "أهوال يوم القيامة"، نظراً إلى القصف العنيف الذي طاول المخيم خلال لحظات الحدث على مدار ساعتين وعدم معرفة السكان بتفاصيله أو الوجهة التي ينتقلون إليها. ويقول زقوت لـ "العربي الجديد": إنّ بعض السكان اختاروا البقاء في البيوت نظراً إلى انتشار دبابات الاحتلال الإسرائيلي وصعوبة الحركة والجثث والمصابين الذين ظلوا ملقينَ على الأرض لفترات طويلة من دون أي نقل لهم.

وبحسب شاهد العيان، فإن أصوات إطلاق النار كانت غير معهودة وكانت في كل اتجاه بالتزامن مع استهداف جوي ومدفعي لعدة مبانٍ وشقق سكنية في المخيم عدا عن استهدافات عنيفة شهدتها منطقة السوق. ولا يصدق زقوت حتى اللحظة كيف نجا مع أفراد عائلته من القصف الإسرائيلي، ولا سيما أن إحدى القذائف سقطت على مقربة من المكان الذي كان يوجد فيه في مخيم النصيرات خلال اللحظات الأولى للحدث.

المساهمون