في اليوم الثاني والثمانين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 21 ألفاً و110 شهداء، من بينهم نحو 8800 طفل و6300 امرأة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما لم تخفِ خوفها على مجمّع ناصر الطبي المستهدَف في جنوب القطاع.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في بيان صادر اليوم الأربعاء، بأنّ عدد الجرحى منذ بداية العدوان الإسرائيلي بلغ 55 ألفاً و243 جريحاً، في حين قُدّر عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف، 70 في المائة منهم من الأطفال والنساء، إلى جانب الشهداء الذين سقطوا والذين تخطّى عددهم 21 ألفاً.
وأشار القدرة إلى أنّ قوات الاحتلال ارتكبت 16 مجزرة في حقّ عائلات بكاملها، راح ضحيتها 195 شهيداً و325 جريحاً في خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
يُذكر أنّ القوات الإسرائيلية ارتكبت منذ بداية حربها على القطاع 1779 مجزرة، بحسب البيانات الأخيرة التي نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم الأربعاء. أضاف المكتب الإعلامي الحكومي أنّ عدد ضحايا الطواقم الطبية بلغ نحو 311 شهيداً، في حين فقد جهاز الدفاع المدني نحو 40 من عناصره. وعن الصحافيين الذين قُتلوا في هذه الحرب، فأفاد بأنّ عددهم بلغ 103 صحافيين فلسطينيين.
خشية في غزة من تكرار سيناريو مجمّع الشفاء الطبي
وأوضح القدرة، في البيان نفسه، أنّ القوات الإسرائيلية تزيد من استهدافها محيط مجمّع ناصر الطبي الواقع في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، معرباً عن خشيته من أن يتكرّر هنا "السيناريو نفسه" الذي شهده العالم في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة شمالي القطاع.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد داهمت، صباح 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مجمّع الشفاء الطبي الذي يُعَدّ المنشأة الصحية الكبرى في قطاع غزة، علماً أنّها كانت تؤوي عشرات آلاف النازحين إلى جانب آلاف المرضى والجرحى.
وقبل اقتحام مجمّع الشفاء الطبي، عمدت القوات الإسرائيلية إلى محاصرته على مدى أيام واستهدافه بالقذائف ورصاص القنّاصة، الأمر الذي منع الحركة في حرمه أو في محيطه، في حين انتشرت الجثث في ساحاته وفي الطرقات المحيطة به. وأتى ذلك بعد ادّعاءات لسلطات الاحتلال بأنّ المجمّع يضمّ مركز قيادة لحركة حماس، الأمر الذي لم تتمكّن من إثباته على الرغم من محاولات تلفيق عديدة.
يُذكر أنّ القوات الإسرائيلية عرضت، بعد اقتحامها مجمّع الشفاء الطبي، بضعة أسلحة فردية صدئة وكاميرات ادّعت أنّها دليل على مزاعمها، لكنّ الأمر أثار انتقادات واسعة، إذ لم يكن ما قُدّم كافياً لإثبات قيادة العمليات العسكرية من المجمّع. وانسحبت قوات الاحتلال من هذا المجمّع بعد احتلاله لمدة 10 أيام، عمدت في خلالها إلى تدمير أجزاء عديدة منه.
مستشفيات غزة في حاجة إلى دعم
واليوم طالب القدرة، في بيانه، وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بـ"اتخاذ خطوات فاعلة وعاجلة لضمان حماية مجمّع ناصر الطبي وطواقمه والجرحى والمرضى وآلاف النازحين فيه". فالمقاتلات الحربية الإسرائيلية شنّت، في خلال اليومَين الماضيَين، غارات عنيفة على محيط هذا المجمّع.
من جهة أخرى، دعا المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة المؤسسات الدولية إلى التدخّل بصورة عاجلة من أجل "إعادة تشغيل مجمّع الشفاء الطبي الأكبر في قطاع غزة".
ولفت القدرة إلى أنّ وزارة الصحة في غزة استقبلت، أمس الثلاثاء، بعثة طبية مؤلفة من أطباء متخصّصين، من خلال مؤسسة "رحمة وورلد وايد" (رحمة حول العالم) التي تتّخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقراً لها، بهدف مساندة الطواقم الطبية في مجمّع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي في جنوب القطاع.
كذلك بيّن القدرة أنّ "وزارة الصحة تبدأ بتشغيل المستشفى الميداني الإندونيسي التابع للوزارة في رفح (جنوب) بالتعاون مع منظمة أطباء بلا حدود - فرنسا، لمتابعة الإصابات المحوّلة من المستشفيات بهدف تخفيف العبء عنها".
وتعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تصعيد حربها على مستشفيات قطاع غزة والطواقم الصحية العاملة فيه، في إطار الحرب المدمّرة على غزة التي خلّفت خسائر مادية وبشرية وكذلك دماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
(الأناضول، العربي الجديد)