صندوق قطر للتنمية: 25 مليون دولار لوكالة أونروا

25 يوليو 2024
في إحدى منشآت وكالة أونروا بقطاع غزة، 15 يوليو 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تبرع قطر لأونروا**: تبرعت قطر بـ25 مليون دولار لدعم اللاجئين الفلسطينيين وأنشطة أونروا في مجالات التنمية البشرية والإنسانية، مؤكدة دعمها القوي للقضية الفلسطينية.

- **التحديات المالية لأونروا**: تواجه أونروا تحديات مالية كبيرة تهدد استمرار خدماتها الأساسية، حيث تلقت فقط 20% من الأموال المطلوبة حتى نهاية العام، مما يستدعي تجديد الدعم من الجهات المانحة.

- **موقف قطر والمجتمع الدولي**: دانت قطر تصنيف الكنيست الإسرائيلي لأونروا كـ"منظمة إرهابية"، مؤكدة ضرورة دعم المجتمع الدولي للوكالة وحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

أعلن صندوق قطر للتنمية التبرّع بمبلغ قيمته 25 مليون دولار أميركي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الخميس، وذلك دعماً للاجئي فلسطين ولأنشطة الوكالة في مجالات التنمية البشرية والمجالات الإنسانية في المنطقة. وقال المدير العام لصندوق قطر للتنمية بالإنابة سلطان العسيري، في تصريحات نقلها الحساب الرسمي للصندوق على شبكة الإنترنت، إنّ عملية التبرّع هذه "تؤكد من جديد دعم دولة قطر القوي للقضية الفلسطينية ولمعالجة الأوضاع الإنسانية التي تواجه لاجئي فلسطين".

وأشار العسيري إلى "الدور الحيوي الذي تضطلع به وكالة أونروا، لجهة تقديم الخدمات الأساسية للاجئي فلسطين في أقاليم عملياتها، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، ولجهة دورها الحاسم اليوم في إيصال المساعدات إلى سكان قطاع غزة الذين يواجهون حرباً مروّعة". يُذكر أنّ أقاليم عمليات أونروا خمسة، وهي الأردن ولبنان وسورية، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة.

من جهتها، أفادت مديرة دائرة العلاقات الخارجية والاتصالات في وكالة أونروا تمارا الرفاعي بأنّ "لطالما كانت دولة قطر داعماً ثابتاً للاجئي فلسطين ومناصراً وداعماً لعمل أونروا في المنطقة". وأعربت الرفاعي عن "الامتنان لحكومة قطر وشعبها، على تضامنهما وسخائهما، خصوصاً أنّ الوضع في قطاع غزة وصل إلى مستويات غير مسبوقة من المعاناة". وشدّدت المسؤولة الأممية على أنّ وكالة أونروا هي "العمود الفقري للاستجابة الإنسانية في قطاع غزة"، وأنّها "ما زالت أحد مصادر الحياة الطبيعية للاجئي فلسطين في المنطقة من خلال الخدمات الحيوية التي توفّرها مثل الرعاية الصحية والتعليم".

في سياق متصل، لفتت الرفاعي إلى أنّ التحديات المالية التي تواجهها وكالة أونروا هائلة، وهي "تهدّد قدرتها على المحافظة على خدماتها الأساسية للاجئين الفلسطينيين". ودعت بالتالي الجهات المانحة والشركاء إلى "تجديد الدعم للاجئي فلسطين عموماً، وأهالي قطاع غزة خصوصاً، الذين يعتمدون على أونروا في تلبية احتياجاتهم للبقاء على قيد الحياة".

وكانت دولة قطر قد دانت، أوّل من أمس الثلاثاء، تصديق الكنيست الإسرائيلي بالقراءة الأولى على مشروع قانون يقضي بتصنيف وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "منظمة إرهابية". وعدّت دولة قطر ذلك "انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية، وامتداداً للحملة الممنهجة الهادفة إلى تفكيك الوكالة في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى خدماتها الإنسانية من جرّاء التداعيات الكارثية للحرب المستمرّة على قطاع غزة".

في هذا الإطار، شدّدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بحزم في مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تصفية وكالة أونروا وحرمان ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسورية ولبنان خدماتها الحيوية. وأكدت الوزارة "دعم دولة قطر الكامل لوكالة أونروا، انطلاقاً من موقفها الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدّمتها حقّه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

تجدر الإشارة إلى أنّ المفوض العام لوكالة أونروا فيليب لازاريني، حذّر في أكثر من مناسبة، من أنّ الوكالة الأممية لن تكون قادرة على العمل بعد شهر أغسطس/ آب 2024، من دون تمويل إضافي. ولفت لازاريني، في خلال مؤتمر للمانحين عُقد في وقت سابق من شهر يوليو/ تموز الجاري، إلى أنّ "وكالة أونروا مستهدفة بسبب دورها في صون حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ولأنّها تجسّد التزاماً دولياً تجاه حلّ سياسي". وأوضح أنّ "أونروا تفتقر إلى المصادر المالية المطلوبة لأداء مهماتها"، مشدّداً على أنّ "قدرة الوكالة على العمل بعد شهر أغسطس المقبل تعتمد على سداد الدول الأعضاء فجوة التمويل وتقديم مساهمات جديدة للميزانية الأساسية". وأضاف: "طلبنا مبلغ 1.2 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية حتى نهاية هذا العام، ولم يتلقَّ هذا النداء إلا نحو 20% من الأموال المطلوبة"، مشيراً إلى أنّ انهيار محتّم للوكالة إن لم تُقدَّم الأموال اللازمة للخدمات الأساسية.

بدوره، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من أنّ الفلسطينيين سيفقدون "شريان حياة حيوياً" من دون وكالة أونروا، وذلك في خلال مؤتمر المانحين الأخير، من أجل حثّ الدول على التبرّع للوكالة التي تعاني من فجوة هائلة في تمويلها. أضاف غوتيريس: "في الوقت الذي اعتقدنا فيه أنّ من غير الممكن للوضع في قطاع غزة أن يزداد سوءاً، فإنّ المدنيين يُدفَعون بطريقة مروّعة إلى دوائر أعمق من الجحيم". وتابع: "دعوني أكون واضحاً، لا بديل لوكالة أونروا".