أعلن مسؤولون باكستانيون أنّ طائرة شحن عسكرية باكستانية تحمل مواد إغاثة مخصّصة للأشخاص المتضررين من الزلزال الذي ضرب أفغانستان أخيراً، هبطت في مطار خوست شرقيّ البلاد، اليوم السبت، علماً أنّها تحمل خياماً وإمدادات غذائية وطبية إلى المنطقة الجبلية.
وقد شُرّد آلاف الأفغان أو جُرحوا من جرّاء الزلزال القوي البالغة قوته 6.1 درجات على مقياس ريختر الذي ضرب شرقيّ البلاد في الثاني والعشرين من يونيو/ حزيران الجاري. كذلك أفادت وسائل الإعلام الحكومية بمقتل 1500 شخص، فيما سبّبت الهزّة الارتدادية أمس الجمعة مقتل خمسة آخرين.
وبيّنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في أفغانستان أنّ من بين قتلى زلزال الأربعاء الماضي 121 طفلاً، متوقعة أن يرتفع هذا الرقم، فيما أُصيب نحو 70 طفلاً آخرين.
في سياق متصل، صرّح سفير باكستان في العاصمة الأفغانية كابول، منصور أحمد خان، بأنّ مواد الإغاثة التي أرسلتها باكستان، اليوم السبت، سُلّمت لمسؤولي حركة طالبان.
وكانت حكومة إسلام أباد وجمعية خيرية باكستانية قد أرسلتا في وقت سابق 13 شاحنة محمّلة بالطعام والخيام وأدوية منقذة للحياة ومواد أساسية أخرى إلى المنكوبين في أفغانستان.
تجدر الإشارة إلى أنّ فريقاً مؤلفاً من أطباء ومسعفين من الدولة المجاورة لأفغانستان، يعمد إلى مساعدة الحكومة الأفغانية التي تديرها حركة طالبان في خوست، ويقدّم العلاج الطبي للمصابين في الزلزال الأخير.
وكان الزلزال الذي وقع يوم الأربعاء الماضي قد ضرب منطقة نائية شديدة الفقر تضمّ بلدات وقرى صغيرة واقعة بين الجبال الوعرة بالقرب من الحدود الباكستانية، الأمر الذي أدّى إلى انهيار منازل مبنيّة من الحجر والطوب، وقد لاقت عائلات بأكملها مصرعها في بعض الحالات. وأفادت وسائل الإعلام الحكومية بأنّ نحو ثلاثة آلاف منزل دُمّرت أو أصيبت بأضرار بالغة في ولايتَي باكتيكا وخوست الأفغانيّتَين.
من جهة أخرى، قال مسؤولون إنّ باكستان فتحت حدودها في الشمال الغربي لنقل المصابين بجروح خطرة إلى مستشفياتها، لكنّه لم يتضح عدد الأفغان الذين وصلوا إلى الأراضي الباكستانية من المناطق المتضرّرة بالزلزال لتلقّي العلاج الطبي.
ولفتت وكالات الإغاثة المنهكة إلى أنّ الكارثة أبرزت حاجة المجتمع الدولي إلى إعادة التفكير في قطع مساعداته المالية عن أفغانستان منذ أن استولت حركة طالبان على السلطة. فتلك السياسة التي أوقفت المليارات من مساعدات التنمية وتجميد الاحتياطيات الحيوية، شاهمت في دفع الاقتصاد إلى الانهيار والانزلاق بأفغانستان إلى أزمات إنسانية، لا سيّما مجاعة وشيكة.
يُذكر أنّ جهود مساعدة الضحايا تباطأت بسبب التضاريس الوعرة، وقد صارت الطرقات المتعرجة عبر الجبال التي تصعب القيادة عليها، أسوأ بسبب أضرار الزلزال والأمطار.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان، لوسيان كريستين، إنّ اللجنة تملك خمس مستشفيات في المنطقة لكنّ الأضرار التي لحقت بالطرقات جعلت من الصعب على الأفغان في المناطق الأشدّ تضرراً الوصول إليها.
وقد قامت مروحية عسكرية أفغانية، اليوم السبت، بنقل مواد غذائية وغيرها من الضروريات إلى سكان منطقة غايان بولاية باكتيكا شرقيّ البلاد. وقد تجمّع عشرات من الرجال والأطفال في منطقة مفتوحة تحت أشعة الشمس الحارقة في انتظار وصول الطعام والماء والخيام من الهلال الأحمر الأفغاني.
(أسوشييتد برس)