بدأ الطلاب الناجحون في البكالوريا بالجزائر عملية اختيار التخصصات الجامعية والتسجيل الرقمي على منصات وزارة التعليم العالي قبل الحصول على التوجيه الخاص بكل منهم نحو الجامعات والمعاهد التي سيدرسون فيها بداية من الخريف المقبل.
وشهدت عملية التوجيه الجامعي للمرة الأولى في الجزائر رقمنة كاملة ودون أوراق، بعد نجاح وزارة التعليم العالي في رقمنة المنصات، إذ بدأ الطلبة، منذ أمس الأربعاء، تسجيل اختياراتهم على هذه المنصات، قبل أن يتقرر توجيههم، سواء حسب اختياراتهم بالنسبة لأصحاب المعدلات العالية، والتي تتوافق مع شروط التخصصات العلمية المطلوبة كالطب والصيدلة والبيولوجيا والإعلام الآلي وغيرها، أو حسب توجيه اللجان المختصة بحسب معدلات كل طالب.
وشرعت جمعيات أهلية ومنظمات ولجان طلابية وأفواج كشفية في تنظيم لقاءات لصالح الطلبة الجدد، يشرف عليها مختصون وأساتذة في الجامعات، لشرح طبيعة التخصصات الجامعية ومستويات التأهيل ومتطلباتها العلمية والبيداغوجية، وعلاقة كل منها بسوق العمل، إذ أعلن فوج الكشافة الإسلامية الجزائرية "التحدي" في بلدة صالح بولشعور بولاية سكيكدة، شرقي الجزائر، عن تنظيم ورشة يشرف عليها عدد من الأساتذة الجامعيين، يوم غد الجمعة، لصالح الناجحين الجدد في البكالوريا، لمساعدتهم على حسن اختيار التخصصات التي تناسبهم.
وقالت أسماء خليف، التي نجحت في البكالوريا بمعدل يقارب 16 من 20، من ولاية تيبازة، قرب العاصمة الجزائرية، لـ"العربي الجديد"، إنها معنية باللقاءات التعريفية التي تشرح التخصصات الجامعية، بهدف تحديد التخصص الذي ستدرسه، مضيفة "حتى الآن أرغب في التسجيل في تخصص صيدلة أو بيولوجيا، وسأقرر بعد أن أحصل على كل المعطيات المتعلقة بكل تخصص".
وأعلنت وزارة التعليم العالي أنه سيتم توجيه الطلبة الجدد إلى تخصصات التكوين الجامعي وفقاً لآليات جديدة، من خلال الأخذ في الحسبان المعدل الحسابي الموزون الناتج عن الجمع بين المعدل العام للبكالوريا + معدل المواد الأساسية ذات الصلة بالتخصص المراد دراسته، أو المعدل العام للبكالوريا.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر كمال بداري، في مؤتمر صحافي عقده قبل أيام، إنّ مجموع التسجيلات الأولية والنهائية لحاملي البكالوريا الجدد سوف تتم عبر الرقمنة وبصفر ورق، مشيراً إلى اعتماد بطاقة طالب إلكترونية ورقمنة الولوج إلى المرافق البيداغوجية والإقامات الجامعية، وإطلاق تطبيق حكومي يوفر 54 خدمة رقمية.
وكشف بداري عن فتح عروض تكوين جديدة موجهة للطلبة الجدد في مجالات تحلية مياه البحر والمياه المالحة، ومعالجة المياه المستعملة والهيدروجين الأخضر، والإعلام الآلي الكمي، واستحداث مسار تكوين في الصيدلة الصناعية، ومدارس عليا في الأنظمة المستقلة، وعلوم النانو، فضلاً عن استحداث مدرسة عليا للأساتذة في العلوم التكنولوجيا، وتكوين في التربية البدنية للتعليم الابتدائي.
وأطلقت وزارة التعليم العالي، بداية من اليوم الخميس، وحتى نهاية شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، منصة لتكوين الطلبة الجدد في اللغة الإنكليزية، بهدف رفع مستواهم، إذ تطمح الجزائر أن تصبح هذه اللغة هي السائدة في التخصصات الجامعية والعلمية خلال العقد المقبل.
وفي السياق نفسه، عرضت وزارة الدفاع الجزائرية على الناجحين الجدد إمكانية الالتحاق بالجيش في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والدفاعية عبر المدارس العسكرية المختلفة، وطرحت مدونة تكوين للاطلاع عليها من قبل الطلبة الجدد.