يخشى طلاب الجامعات التونسية من غير الملقحين ضدّ فيروس كورونا، من احتمال منعهم من اجتياز امتحاناتهم السداسية، عقب انتهاء الإجازة الشتوية في 2 يناير/كانون الثاني المقبل، بسبب إجبارية إظهار الجواز الصحي عند دخول الكليات.
ويفرض الجواز الصحي حصول الطلاب والإطارات التعليمية في كافة المستويات على جرعات اللقاح كاملة من أجل مكافحة العدوى في أماكن التجمّعات داخل المؤسسات الجامعية، غير أنّ العديد من الطلاب ما زالوا يرفضون الحصول على اللقاح ضد كورونا، معتبرين أن التطعيم قرار اختياري ولا يجوز لإدارات الكليات حرمانهم من المشاركة في الامتحانات.
وأعلن الاتحاد العام لطلبة تونس، رفضه كلّ ما يمسّ بحريات الطلبة، مؤكداً استعداده للتصعيد في حال منعهم من المشاركة في الامتحانات. وقالت رئيسة الاتحاد، مروى عتيق، إنّ المنظمة الطلابية ترفع شعار "أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كلّ سلاح"، مؤكّدة الرفض التام لحرمان الطلاب غير المحصّنين ضد الفيروس من حقهم في إجراء الامتحانات.
وأضافت عتيق في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاتحاد كان داعماً لحملات التلقيح منذ بدايتها، لكنه مستعد أيضاً للتصدي لقرار المنع من دخول الجامعات بكلّ السبل النضالية والدفاع عن حق الطلاب، والوقوف في صف من لا يملكون جواز تلقيح، من أجل تمكينهم من الدخول إلى الكليات واجتياز امتحاناتهم بشكل عادي".
وأكّدت عتيق أنّ المنظمة الطلابية "تؤمن بأهمية اللقاح للتصدي للفيروس، لكن الأمر يبقى اختيارياً". واعتبرت أنّ "منع غير الملقحين من الالتحاق بجامعاتهم بمقتضى القرار الذي أصدرته وزارة التعليم العالي، غير مدروس ويمسّ بحرياتهم".
ولا تتوقف إشكاليات إجبارية إظهار جواز التلقيح عند التعليم العالي فقط، بل هي تمتدّ أيضاً إلى التعليم الثانوي بسبب عدم حصول 13 ألف مدرّس على جرعات التطعيم وفق بيانات رسمية لوزارة التربية التي دعت منظوريها إلى التلقيح لتفادي المنع من العمل وحرمان التلاميذ من دروسهم.
وطلبت وزارة التربية من المدرّسين والتلاميذ من غير الملقحين، استغلال ما تبقى من أيام العطلة الشتوية من أجل الحصول على جرعة تحصين بما يسمح لهم بالعودة إلى مدارسهم ومواصلة النشاط بشكل عادي وتفادي بؤر العدوى.
ولا تزال السلطات تتشدّد في تطبيق تدابير مرسوم الجواز الصحي، بعد أكثر من أسبوع من دخوله حيز التنفيذ، وسط تحذيرات طبية من تصاعد العدوى وإمكانية انتشار المتحوّر أوميكرون بعد بلوغ نسبة الإصابات الموجبة، 8 بالمائة، للمرة الأولى.
وعلّق رئيس قسم الطوارئ الطبي بمستشفى عبد الرحمان مامي، رفيق بوجدارية، عن تصاعد العدوى مجدداً، بأنّ تونس قد تكون على أعتاب موجة وباء جديدة يطغى فيها المتحوّر أوميكرون، سريع الانتشار.
ورجّح بوجدارية في تدوينة على صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، أن يكون الطلبة القادمون من أوروبا خلال الإجازة، قد نقلوا معهم المتحوّر الذي ينتشر في تونس، وشدّد على ضرورة الاستعداد للموضوع بتجهيز المستشفيات بالمواد الطبية اللازمة والأكسيجين.
لكنه أضاف أن الوضع الطبي لا يزال مستقراً باستقرار عدد المرضى المقيمين في المستشفيات والعدد اليومي للوفيات.