طلاب فلسطينيون في تركيا.. مغتربون قلوبهم في ميدان الحرب

22 أكتوبر 2023
يعاني سكان غزة من أوضاع معيشية متدهورة للغاية (الأناضول)
+ الخط -

رغم بعد الطلاب الفلسطينيين في الجامعات التركية، عن بلادهم غير أن قلوبهم معلقة بالأخبار القادمة يومياً من ميدان الحرب، يحاصرها القلق على أقربائهم في غزة، في ظل تواصل غارات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وسقوط آلاف القتلى والجرحى.

قد تشعر هبة مسلّم، الطالبة في كلية الطب في جامعة يلدريم بيازيد بأنقرة، بشيء من الأمان كونها بعيدة عن القصف المباشر الذي يتعرض له سكان غزة، غير أن آلامهم ومشاهد استغاثاتهم تطاولها وتؤنّب ضميرها، على حد تعبيرها، مردفة أن "الكثير من الفلسطينيين يعيشون بهذا الشكل، منذ 75 عاما، أي أن هذا النمط من العيش بات طبيعيا لدى الغالبية من أبناء شعبنا".

هبة، التي لم تعد تستطيع النوم بالقدر الكافي منذ اندلاع العدوان الأخير على قطاع غزة، اضطرت لحذف جميع تطبيقات منصات التواصل الاجتماعي عن هاتفها.

تضيف هبة أن سكان قطاع غزة بأمس الحاجة إلى كافة المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى سعيها المتواصل لدعم غزة رغم محدودية حجم المساعدة الذي يمكن أن تقدمه شخصيا كونها لا تزال طالبة.

وقرر وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، فرض "حصار شامل" على غزة، قائلا: "لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود (ستصل للقطاع)"، وفق ما نقلته القناة "13" الإسرائيلية.

 يجب وقف الحرب

من جهتها، تقول دينا عقرا، طالبة الدكتوراه في قسم الهندسة المدنية، بجامعة البحر الأسود التقنية الواقعة في ولاية طرابزون شمالي تركيا، إن الشيء الوحيد الذي تستطيع فعله هذه الأيام، هو متابعة الأخبار لحظة بلحظة، لمعرفة ما يدور في بلادها فلسطين، مضيفة أنها لا تستطيع مواصلة الحياة بشكل طبيعي في ظل الظروف الراهنة ببلادها.

تؤكد عقرا على "أهمية متابعة الأخبار والتطورات من مصادرها الموثوقة في مثل هذه الفترات"، مشيرة إلى قيام الإعلام الغربي والإسرائيلي بنقل ونشر الكثير من "الأخبار الكاذبة" خلال هذه الفترة.

وبالعودة إلى الداخل الفلسطيني، قالت عقر إن غالبية الضحايا من الأطفال والنساء، مضيفة "علينا إيقاف الحرب، على كلّ واحد منا أن يبذل قدر المستطاع في سبيل ذلك، لأن ما يحدث الآن في فلسطين كان بإمكانه أن يحدث في منطقة أخرى حول العالم".

 فلسطين ستتخلّص مما هي فيه

بدوره، يعرب مصطفى النتشه، طالب قسم الصحافة في جامعة أنقرة، عن ثقته في أن وطنه فلسطين سيتخلّص ذات يوم من جميع هذه الأزمات التي يعيشها في الوقت الراهن، مضيفا أن الأزمات الحالية" صحيح أن لها آثارا سلبية، إلا أننا نشعر بالفخر في الوقت نفسه".

تأثير ما تشهده فلسطين يؤثر سلبا على جميع أفراد أسرة طالب الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر بجامعة الغازي في أنقرة، حسام حسن مخيرز، مشيرا إلى أنه يقضي يومه بمتابعة الأخبار الواردة من بلاده، بل ويقضي الليالي في بعض الأحيان قلقا من سماع خبر غير سار عن أحد أقربائه أو أصدقائه في فلسطين.

ودعا الطالب الفلسطيني المسلمين حول العالم، إلى التضامن مع بلاده، سواء على الصعيد المادي أو المعنوي، وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي.

ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، واستشهد فيها نحو 4385 فلسطينيا، بينهم 1756 طفلا و976 سيدة، وأصابت 13561، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وإصابة 5132 آخرين.

ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.

(الأناضول)