عائلات سورية تنزح من ريف حلب إلى القامشلي خوفاً من العمليات العسكرية

06 ديسمبر 2024
سوريون نازحون في القامشلي، سورية، 6 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت القامشلي موجة نزوح لعائلات سورية من ريف حلب، حيث استُقبلوا في مراكز إيواء وتلقوا مساعدات غذائية وملابس، مع تجهيز نقاط طبية للإسعافات.
- يارا حمو، نازحة من عفرين، تحدثت عن معاناتها خلال النزوح، مشيرة إلى السخرية التي تعرضت لها والبرد القارس، معبرة عن شكرها للمساعدات وقلقها بشأن زوجها المفقود.
- ترفة يلماز وجميلة علي واجهتا صعوبات خلال النزوح بسبب هجوم الفصائل المسلحة، وأكدت نيروز أمين على استعداد الأهالي لتقديم المساعدة.

وصلت، في اليومَين الماضيَين، عشرات العائلات السورية إلى القامشلي (شمال شرق) آتية من مناطق ومخيمات الشهباء في ريف حلب (شمال)، وذلك في موجة نزوح جديدة. وهؤلاء بغالبيتهم من المهجّرين من عفرين وريفها (محافظة حلب) منذ عام 2018 على أثر عملية "غصن الزيتون" العسكرية التي شنّتها الفصائل المسلحة الموالية لتركيا. وانتقل هؤلاء النازحون إلى مخيمات الشهباء في شمال شرق حلب التي كانت تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية.

الصورة
سوريون نازحون في القامشلي 2 - سورية - 6 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
سوريون نازحون في أحد مراكز الإيواء في القامشلي، سورية، 6 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

وفي مدينة القامشلي، استُقبلوا في مراكز إيواء، تحديداً في المركز الثقافي والملعب البلدي، ليُصار إلى توزيعهم لاحقاً على بعض أحياء المدينة والقرى المحيطة بها. كذلك استقرّ قسم منهم في منازل أقرباء وأصدقاء لهم، فيما لجأ الميسورون إلى استئجار منازل خاصة. وقد لقي النازحون عند وصولهم استقبالاً أهلياً وكذلك من قبل فعاليات المنطقة، فقُدّمت لهم مساعدات عاجلة من ملابس وسلال غذائية، كذلك جُهّزت نقاط طبية لتقديم المساعدات الإسعافية والأدوية للمرضى.

يارا حمو من هؤلاء، وهي من سكان ريف عفرين نزحت مع عائلتها إلى ريف حلب في السابق. أخبرت "العربي الجديد": "أتينا من الشهباء إلى القامشلي. وقد عانينا كثيراً في خلال رحلتنا، خصوصاً مع وجود أطفال وكبار سنّ معنا"، وأضافت "تعرّضنا للسخرية من قبل أناس ونحن في الحافلات والعربات المكشوفة". وتابعت: "لديّ طفلان، وزوجي كان في الفوج العسكري التابع للإدارة الذاتية، ولا معلومات لديّ عنه. ونحن نبحث عنه وعن المفقودين، ونتمنّى أن نطمئنّ عليهم"، مؤكدة أنّ "الوضع مأساوي في هذا الجوّ البارد، ونشكر من قدّم لنا يد العون، فقد مررنا بصعوبات كثيرة". وأشارت حمو إلى أنّ "ثمّة أقرباء لنا ما زالوا في الطبقة (محافظة الرقة - شمال سورية)"، متمنّية أن "تساعدنا المنظمات في لمّ شملنا وفي معرفة مصير زوجي".

الصورة
سوريون نازحون في القامشلي 3 - سورية - 6 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
مساعدات للسوريين النازحين في القامشلي، سورية، 6 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

بدوره، قال محمد حنان الذي كان مقيماً في ناحية الأحداث بمنطقة الشهباء لـ"العربي الجديد: "بُلّغنا بضرورة إخلاء المنطقة بسبب دخول مسلّحين، لكنّ عدم توفّر وسائل النقل صعّب الأمر علينا، إذ إنّ 50% من السكان لا يملكون مركبات. وقد اضطر الناس إلى بدء مسيرة النزوح مشياً". أضاف حنان: "عانينا كثيراً، واستغرقت رحلة النزوح إلى القامشلي 24 ساعة. قضى عدد منّا ليلة في الطبقة وسط البرد، وعدد آخر في داخل السيارات، فيما كان الأطفال يبكون بسبب البرد القارس. وفي الرقة، أُخذنا إلى مكتب لا يحتوي على أيّ تجهيزات، ثم نقلونا إلى ملعب، ومن هناك اتّجهنا إلى منطقة الجزيرة. استغرقت الرحلة تسع ساعات، ووصلنا إلى القامشلي عند الساعة الرابعة والنصف فجراً".

في المقابل، قالت نيروز أمين، من سكان القامشلي، لـ"العربي الجديد": "أنا وأهلي وعائلتي وكلّ جيراننا نتمنّى السلام للنازحين الوافدين من منطقة الشهباء. سوف نبذل كلّ جهدنا لتقديم يد العون لهم مهما تطلّب الأمر". كذلك تمنّت أن "يعودوا إلى ديارهم سالمين. مهما قدّمنا لهم من مساعدات، فهو قليل"، ووجّهت "نداءً إلى جميع الأهالي لتقديم ما يمكن من بطانيات وملابس وكلّ ما من شأنه أن يفيد النازحين، فقد خرجوا بما عليهم من ملابس فقط".

من جهتها، روت ترفة يلماز التي نزحت أمس الخميس إلى القامشلي قادمة من ريف حلب منطقة الشهباء، لـ"العربي الجديد": "كنّا نازحين أصلاً في الشهباء بعد تهجيرنا من عفرين. عندما سمعنا بخبر دخول الجيش الحرّ إلى المخيم، أصابنا الخوف وحاولنا الهروب. وتعطّلت سيارتنا في منطقة تسيطر عليها جبهة النصرة، وأطلقوا النار علينا. تحدّث والدي معهم وسألهم: لماذا تطلقون النار علينا؟ معنا أطفال ونساء". أضافت أنّ "بعد ذلك، تمكنّا من تشغيل السيارة، لكنّنا لم نعرف إلى أين نتّجه. بقينا في مناطق جبهة النصرة لفترة قصيرة، ثمّ خرجنا والحزن يغمرنا. لقد عشنا في الشهباء سبعة أعوام بعد خروجنا من عفرين، وقلنا إنّنا سوف نستقرّ بالقرب منها. لم نكن نعلم أنّ الشهباء كذلك سوف تسقط في يد الفصائل. الآن، نحن نازحون للمرّة الثانية، في القامشلي".

في الإطار نفسه، قالت جميلة علي، النازحة من عفرين، لـ"العربي الجديد": "وصلنا إلى القامشلي بصعوبة شديدة. كنّا نازحين من عفرين واستقررنا في الشهباء على مدى سبعة أعوام. هناك كنّا نعمل مياومة في حقول البصل والبطاطا. ويوم الهجوم، كنت أعدّ العشاء، وفجأة هاجمتنا فصائل الجيش الحرّ. تركنا كلّ شيء خلفنا، وكان لنا صديق من عفرين أقدم على الانتحار حتى لا يقع في أيديهم. ذقنا الويل حتى وصلنا هنا".

الصورة
سوريون نازحون في القامشلي 4 - سورية - 6 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
النزوح أرهق السوريين النازحين إلى القامشلي، سورية، 6 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)