عائلة الأسير ناصر أبو حميد تكشف حالته الصحية: يصارع الموت بكتلة أنابيب

07 يناير 2022
أنهكه السرطان وبات في غيبوبة كاملة (Getty)
+ الخط -

"بعد حرماني 20 عاماً من زيارته، رأيته اليوم كُتلة من الأنابيب يُصارع الموت في غيبوبته"، بهذه الكلمات المؤلمة وصف الفلسطيني باسل أبو حميد أقسى عشر دقائق في حياته عاشها، الجمعة، خلال زيارته ووالدته لشقيقه الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد في مستشفى الاحتلال الإسرائيلي.

يقول شقيقه باسل أبو حميد لـ"العربي الجديد": فوجئنا خلال زيارتنا لشقيقنا بالمستشفى بأشبه بثكنة عسكرية فيها عشرات الجنود، يحرسون غرفة أطلقوا عليها "العناية المكثفة" فيها سرير عليه كومة من الأنابيب الطبية يرقد تحتها جسد ناصر الذي أنهكه السرطان، وبات في غيبوبة كاملة".

ويضيف "خضعت بمعيّة والدتي لتفتيش كامل وتم أخذ هواتفنا النقالة على مدخل المستشفى، كان عشرات الجنود يضعون أيديهم على أسلحتهم وكأنهم يستعدون لمعركة".

ويتابع "منعنا الأطباء في البداية من الاقتراب من سرير ناصر بذريعة كورونا، وطلبوا منا أن نراه على بعد أمتار، لكننا لم نستطع التعرف إليه، لذلك كان إصرارنا أن نقترب منه، وبعد طول جدال معهم اقتربنا من السرير الذي كان عبارة عن كتلة من الأنابيب، موصولة بجسد ناصر الملقى على بطنه والمغطى بأجهزة إنعاش الحياة، وبالكاد استطعنا التعرف عليه من ملامح وجهه وهو غارق في غيبوبة".

دعوات للإفراج العاجل عن الأسير ناصر (Getty)

ويضيف باسل "بعد عشر دقائق طلبوا منا المغادرة، لكنني طلبت أن أتحدث مع طبيب لأفهم وضع شقيقي، وبعد مماطلة حضر بالفعل وأخبرني أن ناصر يعاني من تلوث جرثومي في الرئة".

وأوضح "أخبرني مدير السجن أن الغيبوبة التي يغرق فيها أخي هي قرار من الأطباء وبفعل الأدوية، لكن بعد حديثي مع الطبيب أكد لي أن هذه الغيبوبة ليست إجراءً طبياً، وأنهم حاولوا إيقاظه لكنهم لم يستطيعوا ذلك، وأن وضعه الطبي صعب للغاية، بسبب تلوث جرثومي أدى إلى توقف عمل الرئتين وجهاز المناعة لديه، الأمر الذي أدى لدخوله في غيبوبة".

وعاني الأسير أبو حميد من ارتفاع كبير في درجة الحرارة استمر عدة أيام، قبل أن تقوم إدارة السجن بنقله للمستشفى لتلقي العلاج، لكن الوقت كان قد تأخر ودخل في غيبوبة، حسب ما أكد شقيقه.

ووفقاً لشقيقه، فقد دخل ناصر للمستشفى ووضعه سيئ جدا، "لقد تعرّض لإهمال طبي وقتل بطيء، حتى بعد إصابته بالسرطان وخضوعه لعملية استئصال له قبل أسابيع". 

يشار إلى أن زيارة عائلة أبو حميد لابنها ناصر، جاءت بتنسيق من رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ. 

وخضع الأسير أبو حميد نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى عملية جراحية لإزالة ورم من الرئة اليسرى وقص 10 سنتم من الرئة ذاتها لوجود تلف فيها، وتم تزويده بأنبوب صناعي لمساعدته على التنفس، ومن ذلك الحين ووضعه يزداد تدهورا.

واعتقل الاحتلال الإسرائيلي ناصر أبو حميد عام 2002 وكان حينها شقيقه باسل معتقلا، وعندما تحرر باسل من الاعتقال لم يسمح له بزيارته بذريعة المنع الأمني، ليمضي الأخير عشرين عاما دون رؤية شقيقه ناصر، أما الأم فقد خضعت زيارتها لأولادها الأسرى ومنهم ناصر للمزاج الأمني الإسرائيلي الذي كان يعطيها تصريحا لأحد أولادها مرة ويحرمها سنوات من زيارة ابن آخر، في مسلسل قهر واستبداد مستمر منذ أكثر من عشرين عاما، وتوفي والدهم وهم معتقلون لم يستطيعوا وداعه.

ولدى الأم شهيد وخمسة أبناء يمضون أحكاما عالية في سجون الاحتلال، إذ اعتقل ابنها البكر ناصر أبو حميد في أبريل/ نيسان 2002، بعد أن تمت إصابته إصابة بالغة خلال اعتقاله، وتم الحكم عليه بالسجن سبع مؤبدات وثلاثين عاما، ونصر المحكوم بخمسة مؤبدات، وشريف المحكوم بأربعة مؤبدات، ومحمد المحكوم بمؤبدين وثلاثين عاما، وإسلام المحكوم بمؤبد وثماني سنوات، وقد هدم الاحتلال منزل العائلة خمس مرات، ولديهم شقيق شهيد هو عبد المنعم أبو حميد كان من "كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة"حماس". 

المساهمون