أمران يشغلان في هذه الأيام المواطن المقدسي يوسف زيتون من حي البستان في بلدة سلوان، جنوب القدس، فهو من جهة يترقب تعافي نجله خالد، 17 عاماً، من إصابته الخطرة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومن جهة أخرى يقف أمام الإخطار الذي تسلّمه في أول أيام عيد الفطر من سلطات الاحتلال بهدم منزله.
وكان خالد قد تعرض للإصابة خلال اقتحامات قوات الاحتلال المتتالية للمسجد الأقصى في شهر رمضان الفائت، حيث أصيب بكسر في الجمجمة ونزف وكسور في الوجه، ولا يزال يرقد في مشفى المقاصد للعلاج.
وبينما يرقد ابنه في المشفى، تلقى يوسف زيتون، الاثنين، أمراً بهدم منزله، حيث جددت سلطات بلدية الاحتلال في القدس إصدار الأمر بهدم المنزل الذي كانت قد أصدرته قبل شهر رمضان، وجُمد التنفيذ إلى ما بعد انتهاء الشهر الفضيل، وما كاد اليوم الأخير من رمضان ينقضي، حتى حضرت طواقم لتلبغه أمر التنفيذ العاجل، وحددت تاريخ 14 مايو/ أيار الجاري لتنفيذه بيديه، وإن لم ينفذه، فستهدمه طواقم البلدية بعد تغريمه برسوم الهدم، أكثر من 70 ألف شيكل، نحو 20 ألف دولار.
"العربي الجديد" التقى يوسف زيتون في قسم الرعاية الخاصة بمشفى المقاصد في القدس، وتحدث يوسف عن مأساة عائلته، المكونة من سبعة أفراد، بعد إصابة بكرها خالد قبل أن تتفاقم المعاناة مع تهديد حق ومستقبل العائلة في بيتها.
وقال يوسف زيتون: "لم يصب خالد في مشاجرة، لقد أصيب في بيت الله في المسجد الأقصى، وهو يعاني اليوم من آثار إصابته ومن أوجاعها، ونأمل أن يغادر المستشفى قريباً".
ويشغل بال والد خالد مصير عائلته بعد هدم بيته، حيث قرر أن يهدمه بيديه تجنباً لدفع رسوم الهدم، ويقول يوسف: "ليس غير الضحية من يشعر بألم أن يهدم بيته الذي شيده بعرق الجبين بيديه هو. وفي ذات الوقت كل ما أفكر فيه تعافي خالد وشفاؤه من جراحه التي أصيب بها".
ويضيف يوسف أن إيجارات البيوت في القدس مرتفعة جداً، حيث تراوح بين 1000 دولار إلى 1500 دولار إن وُجدت، ويطالب الكثير من أصحاب العقارات المستأجرين بدفعات مالية مقدماً عن 6 أشهر أو عن سنة كاملة "من أين لي هذه المبالغ الطائلة؟" ينهي يوسف كلامه متسائلاً.
ويوجد في حيّ البستان نحو 100 منزل مهددة بالهدم، ومنزل عائلة زيتون واحد منها، وهناك نحو 27 منزلاً منها مهدد بالهدم الفوري بعد عيد الفطر، وأولها سيكون، على ما يبدو، منزل عائلة زيتون.