في اليوم الثالث والثمانين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من أنّ "الأوضاع الإنسانية والصحية للنازحين بلغت مستويات كارثية تفوق الوصف"، فيما أفادت بأنّ إجمالي عدد الشهداء تجاوز 21 ألفاً و300 فلسطيني.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال المستمر على القطاع إلى 21 ألفاً و320 شهيداً، إلى جانب 55 ألفاً و603 جرحى، في حين أشار إلى ارتكاب القوات الإسرائيلية 20 مجزرة طاولت عائلات بكاملها، وقد سقط ضحيتها 210 شهداء و360 جريحاً، في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
من جهة أخرى، أفاد القدرة بأنّ القوات الإسرائيلية تستهدف بوتيرة متزايدة محيط "مستشفى الأمل" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وكذلك "مجمّع ناصر الطبي" الواقعَين في خانيونس جنوبيّ قطاع غزة، مجدّداً تعبيره عن خشيته من تكرار سيناريو "مجمّع الشفاء الطبي" في مدينة غزة شماليّ القطاع. فقوات الاحتلال كانت قد حاصرت المجمّع، في شهر نوفمبر/ تشرين الماضي، وقصفته ثمّ اقتحمته، مدّعية أنّه مركز قيادة لحركة حماس، الأمر الذي لم تتمكّن من إثباته.
وطالب القدرة الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بـ"اتخاذ خطوات فاعلة وعاجلة لضمان حماية مستشفى الأمل ومجمّع ناصر الطبي والطواقم الطبية والجرحى والمرضى وآلاف النازحين فيهما"، وسط الغارات العنيفة التي تشنّها المقاتلات الحربية الإسرائيلية. كذلك دعا إلى تدخّل عاجل من أجل إعادة تشغيل مجمّع الشفاء الطبي الذي يُعَدّ المنشأة الكبرى في قطاع غزة.
الاحتلال يمضي في استهداف منظومة غزة الصحية
في سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إنّ الانتهاكات التي تمارسها القوات الإسرائيلية ضدّ المنظومة الصحية في القطاع أدّت إلى استشهاد 312 من الكوادر الصحية، عدد منهم من أصحاب التخصصات النادرة.
وفي ما يشبه محاولة للتعويض، أشار القدرة إلى وصول فرق طبية متخصّصة، بالتعاون مع مؤسسات صحية دولية، للعمل في "مستشفى شهداء الأقصى" بدير البلح (وسط) و"مجمّع ناصر الطبي" و"مستشفى غزة الأوروبي" بخانيونس (جنوب).
وناشد القدرة الجهات المعنية زيارة المعتقلين من بين الكوادر الصحية لدى الاحتلال، وتفقّد أحوالهم والعمل على التحشيد دولياً للإفراج عنهم.
كذلك، بيّن القدرة أنّ "الاحتلال الإسرائيلي تعمّد تدمير 104 سيارات إسعاف وإخراجها من الخدمة، كذلك تعمّد استهداف 142 مؤسسة صحية وإخراج 23 مستشفى و53 مركزاً صحياً من الخدمة".
أكثر من 1.9 مليون نازح في غزة يفتقرون إلى كلّ شيء
وتناول المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة موضوع النازحين، في بيانه، محذّراً من أنّ أوضاع هؤلاء الإنسانية والصحية "بلغت مستويات كارثية تفوق الوصف"، وأكد أنّ أكثر من 1.9 مليون نازح يفتقرون إلى المياه والطعام والدواء.
وأعاد القدرة التذكير بأنّ 50 ألف امرأة حامل يعانينَ من "العطش وسوء التغذية وضعف الرعاية الصحية في مراكز الإيواء". وتابع أنّ 50 في المائة من النازحين الأطفال يتعرّضون للجفاف وسوء التغذية والأمراض التنفسية والجلدية والبرد القارس، فيما لا تتوافر اللقاحات للمواليد الجدد.
وعن خروج الجرحى من قطاع غزة لتلقّي العلاج، رأى القدرة أنّ "آلية مغادرة الجرحى غير مجدية ولا تستجيب للأعداد الكبيرة من الإصابات"، مشدّداً على الحاجة إلى "توفير آلية جديدة تسمح بخروج مئات الجرحى يومياً". وأكمل أنّ الأولوية العاجلة في الوقت الراهن تشمل مغادرة 5000 جريح من ذوي الإصابات الخطرة والمعقّدة قطاع غزة للاستفادة من العلاجات في الخارج و"إنقاذ حياتهم".
(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)