عراقي يقتل طفلته بتعذيبها تحت أشعة الشمس في سطح منزله ببغداد

20 يوليو 2024
يتزايد العنف المجتمعي داخل العراق، بغداد 13 فبراير 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ألقت الشرطة العراقية القبض على أب في بغداد بعد تعذيبه وقتله ابنته بسبب مشكلات عائلية وتحريض من زوجته الثانية، مما أثار ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي.
- شهد العراق تزايداً في جرائم العنف داخل العائلات، حيث تتنوع الأسباب بين خلافات بسيطة ومشكلات عائلية، مع تأثير منصات التواصل الاجتماعي على زيادة العنف.
- أرجع الناشط رائد الفضلي تزايد الجرائم العائلية إلى مشكلات نفسية وضغوط الحياة، مؤكداً على ضرورة نشر الوعي وتثقيف المجتمع.

أفادت مصادر أمنية عراقية، مساء أمس الجمعة، بإلقاء القبض على أب قتل ابنته بعد تعذيبها وتركها تحت أشعة الشمس في سطح منزله ببغداد، بسبب مشكلات عائلية، في مؤشر على استمرار تسجيل العنف داخل العائلات وبين الأقارب.

وانتشرت جرائم القتل داخل العائلة الواحدة في العراق خلال السنوات الأخيرة، وأضحت تُسجّل بشكل شبه يومي، كأن تكون خلافاً بسيطاً يتطور إلى استعمال السلاح الناري أو غيره، أو أن يكون مشكلة عائلية خاصة، أو خلافاً على إرث، أو فسخ خطوبة أو انفصالاً بين زوجين.

ووفقاً للمصادر التي نقلت عنها محطات إخبارية عراقية محلية، فإن "مستشفى الفرات في بغداد تسلّمت مساء أمس جثة طفلة في التاسعة من العمر، كان قد نقلها والدها البالغ من العمر 39 عاماً"، مبينة أن "الطفلة بدت عليها آثار كدمات وتعذيب، وأن قوة من الشرطة احتجزت والدها وفتحت تحقيقاً معه، وأنه بعد محاولات الإنكار اعترف أنه قام بتعذيبها وقتلها".

وأضافت، أن "الأب كان قد ربط ابنته بحبل في سطح منزله بمنطقة حي الجهاد غربي بغداد وتركها تحت أشعة الشمس الحارقة، كما قام بضربها وتعذيبها، حتى توفيت"، مبينة أن "الجاني حاول إخفاء معالم الجريمة قبل الاعتراف، وأنه لاحقاً أكد أن جريمته جاءت بسبب مشكلات عائلية وأن زوجته الثانية لم تكن ترغب في وجود الطفلة معهم في المنزل".

من جهته، حذّر مسؤول في جهاز الشرطة العراقية، من خطورة منصات التواصل وتأثيراتها بالعنف المجتمعي، وقال مدير إعلام شرطة ديالى، هيثم الشمري، إن "50% من الجرائم ومنها القتل يعتمد الجناة فيها على أساليب مستنسخة مما يشاهدونه من أفلام ومسلسلات في منصات التواصل الاجتماعي من ناحية الإيقاع بالضحية ومحاولة إخفاء الأدلة والبراهين، ومحاولة الإفلات من العقوبة"، مشدداً في تصريح له أمس الأول على "ضرورة إدراك خطورة إهمال مراقبة العائلات لأبنائها وعدم الاهتمام بهم".

وأشار إلى أن "فرق التحقيق في مراكز الشرطة أسهمت في حل مسائل معقدة جداً، رغم محاولات الجناة إيهام العدالة بطرق مختلفة"، محذراً من "خطورة ما ينشر في منصات التواصل وتأثيره على الشباب من ناحية العنف وأساليب الجريمة".

تفاقم الأزمات النفسية

الناشط في مجال حقوق الإنسان، رائد الفضلي، عزا تلك الجرائم إلى مشكلات نفسية وعدم الوعي بكيفية التغلب عليها، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "معظم الجرائم العائلية تُسجّل بسبب مشكلات نفسية، وهي ناتجة عن ضغوط الحياة وارتفاع نسب الفقر والبطالة، فضلاً عن متابعة مواقع التواصل بشكل مفرط وعدم الوعي بما تتم متابعته".

وأكد أن "قلة الوعي بكيفية التغلب على تلك المشكلات وكيفية إيجاد الحلول لها تسبب زيادة الجرائم العائلية"، موضحاً أنه "يقع على عاتق الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، مسؤولية كبيرة بنشر الوعي وتثقيف المجتمع للتغلب على المشكلات التي تسبب العنف المجتمعي".

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، دعا ناشطون ومدونون الى إنزال أقصى العقوبات بالأب، وكل من يسبّب ارتكاب الجرائم، وقال الباحث العراقي مجاهد الطائي، في تعليق له على الخبر، على "إكس"، "... ما هذه الوحوش التي تعيش بيننا؟".

أما المدون العراقي يوسف سيرجيو، فقد قال في تدوينة له، "نطالب القضاء بإلقاء القبض على زوجة الأب المجرمة، وإنزال أقصى العقوبات بحقهم".