عشر سنوات مرّت على حصار سلّطه الكيان الصهيوني في يناير/كانون الثاني 2006 وتخلّلته ثلاثة حروب إسرائيلية عدوانية على قطاع غزّة، عقاب على اختيار الغزّيين لحركة حماس في انتخابات حرّة ونزيهة إلّا أنّ هذا الخيار أدى بمليون ونصف مليون إنسان إلى العيش في أكبر سجن شهده التاريخ فهم محاصرون من كل الجهات برا، بحرا وجوّا.
حصار يستهدف وجود الإنسان على هذه الرقعة من الأرض إذ يعمل الصهاينة على تقويض النظام الصحي في غزة عبر منع دخول الأدوية، فقرابة حمسين في المائة من الأدوية الأساسية مفقودة في القطاع، كما يمنع إدخال المعدّات الطبيّة الجديدة فضلا عن قطع غيار لمعدّات طبيّة قديمة فيما يبقى خيار الخروج من قطاع غزة للتداوي ضربا من الخيال إذ لم تقصّر سلطات الانقلاب في مصر في تدعيم حصار الصهاينة وذلك عبر غلق معبر رفح إلى جانب ضخّ المياه في الأنفاق التي تساهم في التنفيس عن القطاع، فيما لم يتوان نظام مبارك قبل الثورة المصرية التي رفعت شعار الشعب يريد تحرير فلسطين عن غلق المعابر والتعاون مع الصهاينة في حربهم على قطاع غزة.
عشرون ألف وحدة سكنيّة مدمّرة ومائة ألف مواطن غزّي يعيشون بين التشرّد والإيجار، فيما تمنع سلطات الاحتلال إدخال مواد البناء إلى جانب تفشّي الفقر الذي يطاول ثمانين بالمائة من سكّان القطاع.
هذا العقاب الجماعي الجريمة لم يكن الاحتلال وحده الفاعل الرئيس له، فقد تفرّج العرب على التجويع والترويع والتقتيل معبّرين بشدّة عن قلق لم يفارقهم منذ شهدوا أعراضهم تنتهك وأبناءهم يقتّلون وأراضيهم تحتلّ وهم لا يعبّرون إلاّ عن القلق والتضامن المكذوب فيما قد يشهد عليهم أرشيفهم يوما ما على تواطؤهم ومشاركتهم في جريمة متواصلة في الزمن.
المُحاصَرُ ليس ذلك الذي يعيش تفقيرا وتجويعا وإنما ذلك الذي غلبت عليه شهوته واتّبع أهواء غرب مبارك لتقتيل بني أمّته، إنّه محاصر بقصر ومصلحة ونعيم زائل فلا نخوة ولا كرامة ولا مقاومة، فيما يصنع شعب مقاوم ملحمة كونيّة يهديها للمتشدّقين بالإنسانية، هؤلاء الذين ينظّرون للشرعية الدوليّة ومنظومات حقوق الإنسان التي تتعطّل فجاة عند الحديث عن حصار يقتل شعبا.
حكاية صمود دامت لعشر سنوات شعارها "الجوع ولا الخضوع" ترسم طريقا للإنسانيّة علّها تتلمّس تشوّهات وجهها القبيح الذي لم يدرك بأن المصالح زائلة ولن يبقى إلاّ عار ودماء تُسائل كلّ من رفع شعارات الفضيلة الزائفة، وتلقي بهم في مزابل التاريخ لتحيا حصار ضمائر ماتت فمن المُحَاصر ومن المُحاصِر؟
حصار يستهدف وجود الإنسان على هذه الرقعة من الأرض إذ يعمل الصهاينة على تقويض النظام الصحي في غزة عبر منع دخول الأدوية، فقرابة حمسين في المائة من الأدوية الأساسية مفقودة في القطاع، كما يمنع إدخال المعدّات الطبيّة الجديدة فضلا عن قطع غيار لمعدّات طبيّة قديمة فيما يبقى خيار الخروج من قطاع غزة للتداوي ضربا من الخيال إذ لم تقصّر سلطات الانقلاب في مصر في تدعيم حصار الصهاينة وذلك عبر غلق معبر رفح إلى جانب ضخّ المياه في الأنفاق التي تساهم في التنفيس عن القطاع، فيما لم يتوان نظام مبارك قبل الثورة المصرية التي رفعت شعار الشعب يريد تحرير فلسطين عن غلق المعابر والتعاون مع الصهاينة في حربهم على قطاع غزة.
عشرون ألف وحدة سكنيّة مدمّرة ومائة ألف مواطن غزّي يعيشون بين التشرّد والإيجار، فيما تمنع سلطات الاحتلال إدخال مواد البناء إلى جانب تفشّي الفقر الذي يطاول ثمانين بالمائة من سكّان القطاع.
هذا العقاب الجماعي الجريمة لم يكن الاحتلال وحده الفاعل الرئيس له، فقد تفرّج العرب على التجويع والترويع والتقتيل معبّرين بشدّة عن قلق لم يفارقهم منذ شهدوا أعراضهم تنتهك وأبناءهم يقتّلون وأراضيهم تحتلّ وهم لا يعبّرون إلاّ عن القلق والتضامن المكذوب فيما قد يشهد عليهم أرشيفهم يوما ما على تواطؤهم ومشاركتهم في جريمة متواصلة في الزمن.
المُحاصَرُ ليس ذلك الذي يعيش تفقيرا وتجويعا وإنما ذلك الذي غلبت عليه شهوته واتّبع أهواء غرب مبارك لتقتيل بني أمّته، إنّه محاصر بقصر ومصلحة ونعيم زائل فلا نخوة ولا كرامة ولا مقاومة، فيما يصنع شعب مقاوم ملحمة كونيّة يهديها للمتشدّقين بالإنسانية، هؤلاء الذين ينظّرون للشرعية الدوليّة ومنظومات حقوق الإنسان التي تتعطّل فجاة عند الحديث عن حصار يقتل شعبا.
حكاية صمود دامت لعشر سنوات شعارها "الجوع ولا الخضوع" ترسم طريقا للإنسانيّة علّها تتلمّس تشوّهات وجهها القبيح الذي لم يدرك بأن المصالح زائلة ولن يبقى إلاّ عار ودماء تُسائل كلّ من رفع شعارات الفضيلة الزائفة، وتلقي بهم في مزابل التاريخ لتحيا حصار ضمائر ماتت فمن المُحَاصر ومن المُحاصِر؟
(تونس)