في رسالة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاتّجار بالأشخاص الواقع في 30 يوليو/ تموز من كلّ عام، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنّ الاتّجار بالبشر "معضلة تزداد سوءاً، خصوصاً بالنسبة إلى النساء والفتيات اللواتي يمثّلن أغلبية الواقعين ضحايا لهذا الاتّجار من ضمن الحالات التي تُكتشف على الصعيد العالمي".
أضاف غوتيريس أنّ الاتّجار بالبشر جريمة مروّعة وانتهاك شنيع لحقوق الإنسان وتَعَدّ صارخ على سلامتهم وكرامتهم، مناشداً العالم إيلاء هذه المسألة ما تستحقّ من عناية وجهد والعمل في سبيل القضاء عليها نهائياً.
Human traffickers increasingly use online platforms to deceive and recruit people with false promises.
— António Guterres (@antonioguterres) July 30, 2022
With the right policies, laws & technology we can support victims and punish perpetrators, to ensure an open and safe internet for all. #EndHumanTraffficking pic.twitter.com/cBeS2W6Wpt
ولفت الأمين العام للمنظمة الأممية إلى أنّ عنوان اليوم العالمي لمكافحة الاتّجار بالأشخاص هذا العام "استعمال التكنولوجيا وإساءة استعمالها" يُعَدّ تذكيراً بأنّه في حال كان بمقدور التكنولوجيا أن تُعين على الاتّجار بالبشر، فإنّ باستطاعتها كذلك أن تكون أداة حاسمة في مكافحته.
وأوضح غوتيريس أنّ النزاعات والنزوح القسري وتغيّر المناخ واللامساواة والفقر أطبقت بويلاتها على عشرات ملايين الأشخاص في كلّ أنحاء العالم، فتركتهم يعيشون في العوز والعزلة بلا حول ولا قوة، وأنّ جائحة كورونا "فصلت الأطفال والشباب عن أصدقائهم وأقرانهم واضطرّتهم إلى قضاء مزيد من الوقت بمفردهم ومتّصلين بشبكة الإنترنت".
كذلك تناول استغلال المتّجرين بالبشر مواطن الضعف المذكورة واستخدامهم تقنيات متطوّرة للتعرّف إلى هويّة الضحايا وتعقّبهم ومراقبتهم واستغلالهم. وشرح أنّ "منصّات الإنترنت تتيح لهم الاحتيال على الأشخاص واستخدامهم بوعود كاذبة، وتسمح لهم الشبكة المظلمة بإخفاء هوياتهم، وهم ينشرون محتوياتهم الدنيئة ومنها تلك التي تستغل الأطفال جنسياً"، وتابع أنّ التكنولوجيا تمنح المستهلكين إمكانية طلب محتويات "أشدّ انحطاطاً وخطورة، من دون أن يكشفوا عن هويتهم. وهذا ما يغذّي الاتّجار بالبشر".
وطالب غوتيريس بأن "توحّد الحكومات والهيئات التنظيمية والمؤسسات التجارية والمجتمع المدني قواها، للاستثمار في السياسات والقوانين والحلول التكنولوجية التي يمكنها أن تساعد في التعرّف إلى هوية الضحايا - نساءً ورجالاً - ومؤازرتهم وكشف الجناة ومعاقبتهم، وضمان أن يكون الإنترنت فضاءً مفتوحاً لجميع الناس لا يخشون فيه على سلامتهم وأمنهم".
(قنا)