أعلنت منظمة المجتمع العلمي العربي، الفائزَين بجائزتها في الدورة الأولى، التي خُصّصت للبيئة، وذلك في حفل أقامته، اليوم الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة، وحصلت وزارة الثروة الزراعية والسمكية والموارد المائية العمانية، على المركز الأول لفئة المؤسسات، ونالت الجائزة عن مشروع " الشعاب المرجانية الصناعية"، وحصد المركز الأول لفئة الأفراد، صلاح الصادي، من قطاع غزة، ونال الجائزة عن مشروعه "معالجة مياه الشرب والري بالتكنولوجيا الخضراء"، وتبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف دولار أميركي، بواقع 5 آلاف دولار لكلّ فئة.
وقال وكيل لوزارة الثروة السمكية في عمان، يعقوب البوسعيدي، في كلمة متلفزة خاطب فيها الحفل، إنّ مشاريع الشعاب المرجانية الصناعية، عبارة عن مجسّمات تُصنع من مواد صديقة للبيئة، وتأتي في نماذج مختلفة تتوافق مع الأعماق والكائنات البحرية المستهدفة، يجري إنزالها في أعماق البحر، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الشعاب الطبيعية. وأوضح أنه منذ عام 2003 وحتى 2019، شملت الشعاب المرجانية 14 ولاية، و بلغ عدد الوحدات الصناعية المنزلة أكثر من 14 ألف وحدة، وأكّد أنّ المشروع يهدف إلى تنمية وتطوير القطاع السمكي وتعزيز المخازين السمكية، إضافة إلى إثراء البيئة البحرية وجعلها بيئات بحرية مناسبة لتكاثر الأسماك والأحياء البحرية الأخرى، وتعزيز التنوّع الأحيائي، ما سيوفر بيئة صيد مثالية للصيادين، من حيث خفض تكلفة جهد الصيد ومدته واستخدام معدات الصيد الانتقائية، ولفت إلى إقامة أكبر مزرعة من الشعاب الصناعية في محافظة شمال الباطنة بولاية السويق.
بدوره، قال الفائز بالجائزة عن فئة الأفراد، صلاح الصادي، في كلمة متلفزة، إنّه يطمح إلى استكمال الدكتوراة في مجال المشروع وتطويره لمعالجة المزيد من الملوّثات باستخدام طرق صديقة للبيئة، وإنشاء مختبر مركزي يستقطب الباحثين، ويوفر لهم بيئة حقيقية للبحث والتطوير والإبداع. كما يطمح لإنشاء مشروعه في جميع الدول العربية، من أجل تحقيق الأمن المائي وتوفير طرق جديدة لمعالجة المياه، لتكون صالحة للشرب والزراعة ولا تضرّ بالبيئة.
ولاقت الجائزة اهتماماً كبيراً، من الباحثين والمؤسسات المتخصًصة في البيئة في الوطن العربي، وتميّزت بعدد المتنافسين الكبير وبالنوعية الجيدة للأوراق البحثية التي تميّزت باستخدام تقنيات مبتكرة، وكانت موجّهة لدراسة الآثار البيئية وانعكاساتها على المستويين الاجتماعي والاقتصادي في الدول العربية. وتبقى اللغة العربية للأوراق المقدمة، السمة الأساسية للجائزة، وفقاً لرئيس لجنة تحكيم الجائزة، الهادي بن منصور، الذي تحدّث من تونس في كلمة متلفزة، مشيراً إلى أنّ حفل تسليم الجوائز يتزامن مع احتفال المنظمة بالذكرى العاشرة لتأسيسها.
وتقدّم للجائزة في دورتها الأولى، 88 متسابقاً من 13 دولة عربية، 82 عن فئة الأفراد، و6 عن فئة المؤسسات، وأسفرت تصفيات المرحلة الأولى التي ركّزت على تخصّص الجائزة ولغة الكتابة واكتمال البيانات، عن 73 مشروعاً منها 68 مقدمة من أفراد، وخمسة مشاريع مقدمة من مؤسسات عامة وخاصة. وبعد تصفيات المرحلة الثانية تبقى 53 مشروعاً، منها 48 لأفراد وخمسة لمؤسسات.
وتنوّعت تخصّصات المشاريع المشاركة ومستوياتها وأهميتها، وقد عكست المشاكل البيئية التي تهمّ المجتمع العربي، فقد اهتمّ 21 مشروعاً بالزراعة وتربية المواشي والكائنات البحرية والنحل، و17 مشروعاً بنظافة البيئة والحدّ من التلوث، و13 مشروعاً بمعالجة المياه وتوفير مصادر لها، وركّز 11 مشروعاً على الطاقة والتقنيات الخضراء، بينما تناولت 8 مشاريع إعادة التدوير بشتى أنواعه، و6 مشاريع حول التوعية البيئية، و مشروعان حول حماية التنوع الحيوي، وخمسة مشاريع في التخصّصات مختلفة.
تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة المجتمع العلمي العربي، هي منظمة مستقلة غير ربحية، تأسّست عام 2010، وتؤكّد رئيسة المنظمة، موزة بنت محمد الربان، أنّ المنظمة هي مشروع يهتم بالعلم وممارساته لجعله جزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع العربي. لذلك ستسعى المنظمة للمساهمة، بكلّ ما أوتيت من إمكانيات، في خلق مجتمع علمي عربي رفيع المستوى يكون قادراً على التعامل مع العلم والاستفادة منه، عسى أن يمهّد هذا في المستقبل لنهضة عربية بكافة المجالات.